في السادس من أغسطس 1945، ألقت طائرة عسكرية أميركية قنبلة ذرية على هيروشيما ما أدى إلى سقوط 140 ألف قتيل، وهو قصف لم تقدم الولايات المتحدة اعتذارا عنه أبدا.

يوم الاثنين الماضي، زار وزير الخارجية الأميركي جون كيري متحف السلام في هيروشيما، في إطار مشاركته في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، وهي زيارة غير مسبوقة لوزير خارجية أميركي. وقد تمهد لزيارة الرئيس باراك اوباما لمناسبة قمة قادة دول وحكومات مجموعة السبع في نهاية مايو.

كيري لم يقدم أي اعتذار باسم الولايات المتحدة عن تلك القنبلة المدمرة، وقال مسؤول أميركي، ردا على اسئلة الصحفيين، «اذا كنتم تسألونني ما اذا كان وزير الخارجية أتى إلى هيروشيما لتقديم اعتذاراته، فالجواب هو كلا».

وأضاف «اذا كنتم تسألونني ما إذا كان وزير الخارجية وجميع الأميركيين واليابانيين يملأهم الحزن بسبب المأساة التي عاشها كثير من إخواننا في المواطنة، فالجواب نعم».

متحف السلام في هيروشيما يحكي قصة المأساة المروعة، فهو لا يروي قصة الموت الفظيع فحسب، لكنه يعرض أيضا صورا مؤلمة للضحايا، كما يعرض بعض متعلقاتهم شاهدا على هول الكارثة، من نقود معدنية ذائبة، إلى دراجة طفل صغير وصندوق الطعام الخاص بتلميذ قضى في الانفجار وبقي إلى جانب جثته، وقد تحول طعامه إلى قطع متفحمة.

أشياء لا يمكن وصفها، ولا يمكن التعبير عنها بكلمات، أجساد تلاشت تماما وأخرى تفحمت، هياكل فولاذية ذابت، أبنية تبخرت، وآثار خطيرة رافقت الناجين سنين طويلة. السيد كيري يعرف كل ذلك، لكن زيارة متحف السلام في هيروشيما شيء آخر مختلف، فالصور التي رآها هناك سوف ترافقه بقية حياته، وسواء اعتذر عن ذلك أو لم يفعل، إلا أن هذه المدينة ستبقى شاهدا على حدث مؤلم، يجب أن يشكل حافزا لفهم أعمق يحمي البشرية من «غطرسة القوة» التي تمارسها القوى النووية.


بقلم : حسان يونس