+ A
A -

جلسنا أمام شاشات التليفزيون نصغي بأذن واعية إلى خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه أمام مجلس الشورى أمس، وكعادة كل خطاباته من حيث كونها أحاديث من القلب إلى القلب، تتسم بالشفافية والوضوح، ولكن من حيث التوقيت فهو خطاب تاريخي واستثنائي، فالدولة بكل قطاعاتها، الجميع فيها يعمل على قدم وساق، استعدادا لانطلاق أهم وأكبر حدث رياضي في العالم، وبالتالي أنظار العالم كلها متجهة إلينا الآن، لترى وتراقب كيف يتم الاستعداد وكيف سيكون التنظيم، ولذا وضع سموه -حفظه الله ورعاه- كل مواطن وكل مقيم أيضا أمام مسؤولياته، بأن يكون نموذجا يحتذى في الترحيب بالضيوف، وفي الحفاظ على صورة هويتنا المستمدة من صميم عروبتنا وديننا، لإبراز قدراتنا وإمكانياتنا المتطورة، والاعتزاز بقيمنا ومبادئنا، فمن حيث حسن التنظيم فلا شك أننا تعلمنا من سموه كيف نحقق النجاح الكامل، فلا نرضى بنصف النجاح أو بنجاح منقوص، بلد حظي بقيادة حكيمة قادت سفينة الوطن إلى بر الأمان وسط هذا العالم الذي يموج بالأحداث الجسام سيكون حديث القاصي والداني في حسن تنظيم أهم بطولة كروية وإنسانية، كما وصفها قائدنا، لقد استلهمنا من عزيمته وثقته كل الاطمئنان بأن قطر قادرة بإذن الله على تحويل التحديات إلى إنجازات والحلم إلى واقع، قطر بقيادة أميرنا لم تعزز مكانتها فقط بهذه البطولة ولكنها عززت مكانة العرب، فالرصيد والنجاح لن تحصده قطر وحدها ولكن العرب جميعا.

علمنا أميرنا أن وحدتنا مصدر قوتنا، وهذا ما أكدته التجارب والأيام، ففي كل منعطف تاريخي كان تماسك القطريين ووحدتهم ووقوفهم خلف قائدهم صمام الأمان لهذا المجتمع وسر قوته وقدرته على تجاوز المحن وتحويلها إلى منح، فما أجمله من شعار لذكرى الاحتفال باليوم الوطني هذا العام.

لقد أكد حضرة صاحب السمو الأمير المفدى على قيمة عظيمة جدا هي بناء الإنسان، المواطن المسؤول القادر على أن يكون ركيزةً لتطوير قطاعات الطاقة، وتنويع الاستثمارات للأجيال القادمة، وبناء القطاعات الاقتصادية التنافسية المختلفة، والاهتمام بسلامة البيئة، والحمد لله فدولتنا قد وفرت لمواطنيها الأسباب والوسائل التي يمكن بها اكتساب المهارات والمعارف وينمي مواهبه وابتكاراته، فرأس المال البشري هو المجال الأهم الذي تتجه الدول المتقدمة للاستثمار فيه الآن.

الاقتصاد هو عصب الحياة وهو الشغل الشاغل لكل شعوب الأرض، وحديث سموه عن اقتصاد قطر أدخل السرور والاطمئنان والثقة في كل قلب قطري، فقد بشرنا حفظه الله ورعاه بتأكيده على مواصلة الاقتصاد القطري النمو خلال العام الجاري، بعد التراجع الذي حدث عام 2020.

ما تناوله أميرنا المفدى من حديث عن التنمية المستدامة يؤكد أن قطر ماضية بخطى ثابتة في تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030، وحفظ حق الأجيال القادمة في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة، باعتماد البرنامج الوطني المتكامل لاستدامة الموارد وإعادة تدوير النفايات وإنشاء محطات لمعالجتها وتحويلها إلى طاقة، أصبحت دولة قطر أول دولة في العالم تحصل جميع مدنها على اعتماد من منظمة الصحة العالمية كمدن صحية.

الحديث شامل تناول السياسة الخارجية ودور قطر في التمكين لقوى الخير والسلام، ومد يد العون لكل من يحتاج، هذه قيمنا ومبادئنا نتمسك بها وبكل توجيهات قائدنا.بقلم: آمنة العبيدلي

copy short url   نسخ
27/10/2022
45