+ A
A -
الفكرة- أي فكرة كتابة- على قارعة الطريق، والكاتب اللقّاط، هو الذي يعرف كيف يلتقطُ الفكرة التي تفوت على الآخرين.
هُم كثرُ، الكتاب الذين يحسنون الإلتقاط، والناس ماشية.
أحدهم، صاحبي لوجه الكتابة، الذي يجاورني في هذه الصفحة، بن سيف!
لا أعرف اسمه الأول، ولا اسم جده لأبيه. سألت رئيس التحرير المسؤول الأستاذ محمد المري، الرجل الذي يمتلك أطنانا من القفشات: مين بن سيف دا، اللاخمني إلتقاطا؟
ضحك المري: دا بن سيف... عنترة!
تحسستُ عنق ضحكتي، برغم أنني لم أتحرش لفظيا بعبلة، ولم أغازل ثغرها، ذاك الذي يبرقُ تبسما في لمعان السيوف التي تبرقُ!
هو هكذا المري، يتحايل بالدعابة، حين لا يريد أن يُطلع أحدا على سر اقسم بينه وبين أحد الكتاب ألا يذيعه!
بن سيف- فيما أظن- طلب من رئيس التحرير، ألا ينشر اسمه كاملا.. ورئيس التحرير احترم الطلب، وأخفى بالتالي الاسم حتى عن كتيبته في التحرير.
يسألني الكثيرون: مين بن سيف دا.
أقول لهم لا أعرف، وجفني يرتعش!
يصدقوني، أو لا.. لا يهم. مايهم أنني لا أكذب على نفسي!
أعود لقدرة بن سيف للالتقاط: قيل يومين كتب عن فأر ماكدونالد الميت في احدى الوجبات.
كتب عن الحكاية، وذكر اسم مطعم ماكدونالد، وقال إنه «لو كان يعرف اسم الفأر لكتبه».. لكن حين تم النشر، سقط سهوا- أو أسقط عمدا- اسم ماكدونالد!
اغتاظ بن سيف سخرية، وكتب زاوية جميلة جدا وساخرة، حملت عنوان: عن الفأر الذي كاد أن يقاضيني، عن سحب اسم ماكدونالد ، وأرجع ذلك إلى خوف الصحيفة من أن تقاضيها هذه السلسلة من المطاعم بمسلسل لا ينتهي من الدعوات، تحت لافتة اشانة السمعة، أو تقاضي بن سيف المسكين!
بن سيف، غمز غمزة تعالت بملايين الامتار إلى فوق، وهو يكتب جملة صفق لها كل تاريخ محاولات رفع سقف الحرية الصحفية: ماذا نكتب، إن كنا لا نستطيع ان نكتب عن فأر ميت؟!
السؤال موجع..
أوجعني بشدة، أنا الفأر الحي!
بن سيف: أكتب عني، إذن... ولا تبالي!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
29/09/2016
702