+ A
A -
.. نعم، هناك ازدياد في عدد السكان، ومن ثم ازداد عدد طالبي رخص القيادة، تبعه ازدياد عدد السيارات في الشوارع، فازدحمت فضاقت الناس ذرعا بما اقترفت أياديها، والحل السريع الذي تتخذه الكثير من الدول التي لم تتناسب بنيتها التحتية مع التوسع في عدد السكان هو التشديد في رخص القيادة، ولقد عايشت هذا التشدد في عدد من الدول التي ليس لديها حلول أخرى لعدم وجود أموال الا انه ينهار بعد سنة أو سنتين مع تذمر التجار لتوقف بيع السيارات أو على الأقل انخفاضه.
وجهت سؤالا صحفيا لعدد من التجار حول ما تتخذه الحكومة من قرار لكبح الازدحام، فجاء الجواب، هناك دول لديها سكان أضعاف أضعاف ولديها سيارات أضعاف أضعاف، ولكن هناك انسيابية في المرور.
فهناك بنية تحتية للشوارع معدة لأكثر من مائة سنة إلى الامام «المستقبل»، المهم هو التخطيط الذي يضع الخطط للشوارع والجسور والبنية التحتية..
يصطحبني أحد المهتمين المتضررين من الزحام إلى مخارج جانبية في شوارع سريعة فيقول انظر كيف سرقت حارات الشارع هنا بأرصفة يزيد عرضها عن مترين.. والسؤال لماذا.. فلا مشاة ولا جمال بإنتر لوك.. ومن الذي خطط ومن الذي قرر ان يكون عرض الرصيف في شارع بالصناعية أكثر من ستة أمتار غير مستفاد منه لمواقف سيارات ولا مدخل لمحلات.. ومن ثم سيكون الزحام هو النتيجة الحتمية في نهر شارع سرقت منه ثمانية أمتار لصالح أرصفة مبلطة بإنتر لوك يكلف المليارات من الريالات.. ولا يستفاد من هذه الأرصفة التي سيأتي يوم لتزال ليستفيد مقاول آخر في مشروع آخر.
قطر تفتح ابوابها للمستقبل وحاجتها للسواقين مستمرة والحاجة للسيارة الخاصة لا تنتهي.. وفي تقرير سابق نشرناه في الوطن قلنا بصراحة «على المخطط أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون، فقد كانت الشوارع تعتمد عنق الزجاجة الدواوير لكبح السرعة وتسيير الحركة، ثم الإشارات، ثم الجسور بالأنفاق فالمترو، وقلنا.. لماذا لا نبدأ بالأنفاق الطبقية والجسور المعلقة والطائرة وليكن عدد السيارات عشرة ملايين سيارة سيكون هناك ازدحام ولكن هناك انسيابية
وللحق.. أشغال تعمل بكل جهدها لإيجاد شبكة طرق مثالية،
رجال المرور يعملون بكل طاقتهم وفي اقسى الظروف لتحقيق الانسيابية.. قواكم الله..
نبضة أخيرة
اذا ابتسمت العيون وارتاحت القلوب فكل الطرق إلى مدن العاشقين تكون سالكة..

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
24/09/2016
467