+ A
A -
في إحدى دول الجوار فتاة عربية تضرب وتركل والدتها المسنة لمدة عشر دقائق حتى سقطت على الأرض! ثم تنهال عليها ركلاً حتى فارقت الحياة!! وقبل فترة قرأنا عن حادثة قتل أم والشروع في قتل أب!! عقوق لا مبرر له في دين أو خلق! في بعض الدول ظاهرة قتل الوالدين تحتل المرتبة الثالثة في مستوى الجرائم! ولا يرتكبها إلا قاس عدواني نتيجة ضغوطات أسرية! أو يعاني من اختلالات عقلية ونفسية! أو مفرط في الدلال ومنعزل اجتماعياً! ووسائل القتل عادة إما بالطعن حتى الموت أو الضرب حتى إزهاق الروح أو الركل والرفس حتى الموت! الاحتذاء بالنموذج الغربي مصيبة! تحقيق الذات عن طريق الانفلات مصيبة أكبر! تسابق الأبناء على التمرد والعقوق ابتلاء عظيم! أفلام العنف والانفلات الأخلاقي وربما الألعاب الالكترونية ـ كما أشارت بعض التقارير والدراسات المنشورة ـ والموبايلات وأجهزة التواصل الاجتماعي وبعض المواقع التي تقدم الحلول للمشكلات من خلال التخلص من الوالدين! أو العنف أو القتل أو التخريب والدمار تعد أكبر مغذ للشخصية القابلة للانحراف! عقوق الوالدين جريمة لا تغتفر! يقول أحد الأساتذة الأفاضل كنا نعلم الصغار أهمية طاعة واحترام الوالدين واليوم لسان حالنا يقول كل يا بني جيداً ليشتد ساعدك على قتلي! شبابنا وأولادنا سرقتهم برامج وألعاب الكمبيوتر وأجهزة العصر المختلفة، أولادنا يحتاجون قضاء المزيد من الأوقات الجيدة معنا حتى يتعلموا منا الحب والحنان والبر والاحسان والصح من الخطأ قبل أن تضيع منهم هذه المشاعر للأبد، يقول الشيخ والأديب والموسوعة علي الطنطاوي رحمه الله : بعد الشدة التي تربينا نحن عليها، صرنا نخاف على أبنائنا من تأثيرات القسوة، وبتنا نخشى عليهم حتى من العوارض الطبيعية كالجوع والنعاس، فنطعمهم زيادة، ونتركهم كسالى نائمين، ولا نوقظهم للصلاة، ولا نحملهم المسؤولية شفقة عليهم، ونقوم بكل الأعمال عنهم، ونحضر لوازمهم، ونهيىء سبل الراحة لهم، ونقلل نومنا لنوقظهم ليدرسوا! فأي تربية هذه! يقول الشيخ: ما ذنبنا نحن لنحمل مسؤوليتنا ومسؤوليتهم! ألسنا بشراَ مثلهم! ولنا قدرات وطاقات محددة! ويشدد على أننا نربي أبناءنا على الاتكالية وفوقها الأنانية! وليس من العدل قيام الأم بواجبات البنت ولا الأب بواجبات الأبناء وهم ينظرون! فلكل نصيب من المسؤولية، هم عزوتنا والله أمرهم بالإحسان إلينا، فعكسنا الأمر!! صرنا نحن الذين نبرهم ونستعطفهم ليرضوا عنا! والدلال إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده! وباتوا لا يقدّرون ولا يكتفون ويطلبون المزيد! أعينوهم بتوجيهاتكم واسندوهم بعواطفكم فيشتد عودهم ويتحملون المسؤولية لصالح أنفسهم، قبل أن يشتد عودهم ويضربوا رؤوسكم بمعاولهم خاصة أولئك جيل بعض المواقع وسراديب الشيطان.. يا كافي الشر!!!!!
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
23/09/2016
842