+ A
A -
امتشقت قلمي، وكراستي ونزلت ساح الكلم، لأكتب للوزير تقريرا عن الانسجام بين الوكيل والوكلاء المساعدين، وما بين الوكلاء المساعدين والمديرين، وما بين المديرين ورؤساء الأقسام.. ولم اسأل الوزير عن سبب طلبه، أعددت تقريري، ورفعته اليه فطلب ملخصا لكل حالة بكلمة أو كلمتين... منسجم، غير منسجم وكنت حياديا واستقصيت المعلومات من الوكلاء والمدراء مباشرة.
وكان الوزير يقول امام كل جواب:احسنت، اذا كان متوافقا مع ما يرى ما تحققه هذه الإدارة اوتلك من نجاح.. وحين تكون الإجابة غير منسجمة يقول صحيح اذا كانت الإجابة تتوافق مع عدم تحقيق تلك الإدارة أي تطوير في ادائها.. بعدها عقد اجتماعات مع الوكلاء وكان سؤاله مباشرا جدا: أي المديرين غير منتج؟.. ثم عقد اجتماعا مع المديرين، وكان سؤاله أي الوكلاء غير متعاون، ومع أي وكيل ترى نفسك اكثر عطاء.. وخلص إلى قرارات بمناقلات وإنهاء خدمة وتعيينات، الرجل المناسب في المكان المناسب.. وقبل ان أعيد القلم إلى غمده كتبت سؤالا مشاكسا يقول: هل الوزير منسجم مع الوكيل وهل الوكيل منسجم مع الوزير.. لم يطلع الوزير على السؤال، ولكن الوكيل قدم استقالته بعد أسبوعين من حركة المناقلات.
سألت الوزير بعد استقالة الوكيل عن سبب الاستقالة فقال ان (يستقيل افضل مما يقال.. ) وسألت سؤالا صحفيا مباشرا وهل تعتقدون سعادة الوزير الانسجام يجب ان يتوافر بين الوزراء والرئيس؟ فقال هذا أساس العمل وعلى ضوء ذلك يختار الرئيس فريقه..

حقاً النجاح يحتاج إلى انسجام فما تحققه وزار التعليم من تطوير وتوافق وعطاء هو ناتج عن انسجام، وإخلاص ووفاء ظهر في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير التعليم قبل بدء العام الدراسي وقد تحدث الوزير والمسؤولون بنفس الروح واللغة، وكل قد حدد أهدافه.. هذا الانسجام ينسحب على عدد من المؤسسات والوزارات التي تحقق نجاحا بعد آخر في كل آليات عملها كما في وزارة الداخلية التي باتت أنموذجا للأداء المتميز وعلى مستوى جميع إداراتها وهو ما يلمسه كل من يتعامل مع الوزارة من مواطنين ومقيمين.
وبعد يبقى قياس الانسجام بين المسؤولين مهم للتعرف على اسباب الخلل في اداء هذه الوزارة أو تلك .
والله من وراء القصد.

نبضة اخيرة
الإشعاع المصفى الذي تخصك به ظبية برية وانت تصوب سهمك نحوها لن يضاهيه في اللمعان سوى وهج الشمس في حضن القمر

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
23/09/2016
679