+ A
A -
الدوحة - الوطن
حرص تليفزيون قطر هذا العام على تقديم مادة تليفزيونية رمضانية متنوعة على مدار اليوم تناسب جميع أفراد الأسرة، ومن بينها برنامج «مباني» أحد أكثر البرامج المميزة التي قدمت محتوى معرفيا متنوعا للمشاهد، حيث يواصل البرنامج جولاته المتنقلة من مدينة لأخرى ليشرح فكرة مبنى في مدينة عالمية، ويكون لهذا المبنى بعد تاريخي أو ثقافي أو طراز معماري مميز عن غيره.
وقد استضفنا السيد مبارك ناصر العوامي مساعد مدير تليفزيون قطر للحديث عن هذا البرنامج فقال: تم تصوير الحلقات في ثلاثين مدينة مثلت 25 دولة تقريباً، حيث بدأ التصوير في شهر نوفمبر الماضي وسط تحديات وباء كورونا، وكنا حريصين على أن نعرض هذا البرنامج في شهر رمضان المبارك، وكان هناك إصرار من فريق العمل على تحقيق ذلك وقد نجحنا فيه.
خارج الصندوق
وعن فكرة البرنامج، قال: حرصنا أن نقدم شيئاً للمشاهد خارج صندوق التوقعات الرمضاني، فالمشاهد في العادة يتوقع برامج دينية أو برامج مسابقة أو لقاءات وتغطيات في رمضان، لكننا حرصنا على إنتاج مادة جديدة مميزة، كما أن هذه المادة تعتبر من البرامج التي يمكن للتليفزيون الاحتفاظ بها وبثها في أي وقت لاحق، لأن المادة فيه تصلح للعرض باستمرار وفي أي وقت، ومثل هذه البرامج تحرص القنوات التليفزيونية على إنتاجها لأنها تشكل أرشيفها الدائم.
رضا الجميع
وأضاف السيد مبارك العوامي: البرنامج رغم هويته التي تدل على أنه ربما يكون موجها للمصممين والمهندسين المعماريين، إلا أنه أنتج بطريقة تناسب جميع المشاهدين، فقد ركزنا في كل حلقة على الجانب الهندسي للمبنى، لكننا أيضا لم نغفل الجانب التاريخي والحضاري والثقافي والاجتماعي للمبنى، كما حرصنا على أن تتضمن كل حلقة الجوانب المعرفية الكاملة للمدينة التي يوجد بها المبنى أو للدولة نفسها.
الصعوبات
وعن أبرز الصعوبات التي واجهت إنتاج البرنامج، قال مساعد مدير تليفزيون قطر: الصعوبات الإنتاجية التي واجهتنا في فترة كورونا كانت كثيرة، والتحديات كانت صعبة خاصة في مسألة التباعد الاجتماعي، لكن التحدي في برنامج مباني كان كبيراً نظراً لأنه كان يتطلب تنقل فرق العمل من مدينة لأخرى ومن دولة لأخرى، بالإضافة إلى استضافته لعدد من الضيوف الذين كانوا يتنقلون من مدن أخرى أحياناً، وما صاحب ذلك من شروط حجر مختلفة عند دخول دولة أو الخروج منها.
وضرب بعض الأمثلة مثل: في فرنسا مثلا مع بداية التصوير شهدنا إغلاقاً تاماً، ومنعاً للتصوير أو الاستضافة في الأماكن العامة، وقد واجهنا صعوبة هائلة في التصوير، وفي بريطانيا كانت لدينا مشكلة انتشار المرض في بداية العام والإغلاقات الصعبة التي واجهناها، كما تعرضنا لمجموعة من الطلبات الكثيرة من بعض الجهات التي تدير هذه المباني كانت مرتبطة بالإجراءات الاحترازية، كان أطرفها وأصعبها ذلك الطلب الذي جاء من بلدية مدينة تدير أحد المباني بأن يكون فريق العمل حاصل على دورة تدريبية في التعامل مع «كوفيد - 19»، وكان من الصعب تحقيق ذلك طبعاً لأنه ليس هناك دورات للمصورين في هذا المجال، ولا يمكن الحصول عليها بهذه السرعة، وبعد محاولات صعبة جدا تمكنا من التصوير بشكل استثنائي.
أبرز المدن
وعن أبرز المباني والمدن التي تم التصوير فيها، قال: حرصنا على أن نبرز مباني مميزة من عدة جوانب، ففي الجانب التاريخي مثلاً زرنا مدينة كابادوكيا بمبانيها التاريخية، وهي منطقة جميلة في وسط تركيا تشتهر بمناظرها الخيالية ومساكن الكهوف والتكوينات الصخرية الرائعة ومئات بالونات الهواء التي تحلق في السماء أثناء شروق الشمس عند كل صباح، كما صورنا مدينة الجن التي تقع بجانب كابادوكيا والتي تم اكتشافها تحت الأرض في منطقة وسط الأناضول.
وأضاف: وفي التركيز على الهندسة المعمارية مثلاً، صورنا البيوت المكعبة وهي مجموعة من المنازل المبتكرة التي تم بناؤها في روتردام في هولندا، صممها المهندس المعماري بييت بلوم وتشكل تحفة معمارية، كما صورنا الأتوميوم وهو مبنى تاريخي في بروكسل /‏‏ بلجيكا ومتحف ومعرض تم بناؤه من كرات فولاذية ضخمة متصلة بواسطة ممرات مستقبلية باستخدام البلاستيك والفولاذ والزجاج.
أما في الجانب التاريخي، فقد صورنا قلعة شيلون التاريخية في سويسرا والمنزل الياباني التقليدي بشكله الكلي والحقيقي.
وفي الختام، قال السيد مبارك العوامي، مساعد مدير تليفزيون قطر: هذه المباني، رغم أنها في الحقيقة جزء من الماضي، هي اليوم بكل تفاصيلها جزء لا يتجزأ من الهندسة المعمارية وثقافة هذا البلد وبناؤها السياحي والاقتصادي، كما أن هذه النوعية من البرامج تشكل الإرث الإعلامي لأي محطة تليفزيونية.
copy short url   نسخ
28/04/2021
950