+ A
A -
كتب كرم الحليوي - قنا
وصل فخامة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان الشقيقة، إلى الدوحة قبل ظهر أمس، في زيارة رسمية للبلاد.
وسيستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فخامة رئيس مجلس السيادة السوداني اليوم الخميس، بالديوان الأميري، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وآفاق تعزيزها، وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان في استقبال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان بمطار الدوحة الدولي، سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسعادة السيد عبدالرحمن بن علي الكبيسي سفير دولة قطر لدى السودان، وسعادة السيد عبدالرحيم الصديق محمد سفير جمهورية السودان لدى الدولة.
واستقبل فخامة رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان الشقيقة، بمقر إقامته أمس، سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى.
جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية السودان، وسبل دعمها وتطويرها في المجال البرلماني والتشريعي.
وأعرب فخامة رئيس مجلس السيادة السوداني عن تقدير بلاده للدور الكبير الذي قامت به دولة قطر من أجل السلام والتنمية وإعادة الإعمار في دارفور.
حضر اللقاء سعادة السيد عبدالرحمن بن علي الكبيسي سفير دولة قطر لدى جمهورية السودان، وسعادة السيد عبدالرحيم الصديق محمد سفير جمهورية السودان لدى الدولة.
ومن جانبه قال سعادة السيد عبد الرحيم الصديق محمد سفير جمهورية السودان لدى الدوحة إن أهمية زيارة الفريق الركن أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي لدولة قطر تكمن في كونها تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً وعملاً دؤوباً من أجل نقل هذه العلاقات إلى آفاق أرحب.
وأضاف خلال تصريحات صحفية أن هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العربية وإقليمنا تطورات مهمة جداً تجعلها ذات أهمية خاصة. وأشير بصفة خاصة للأجواء التصالحية في المنطقة بعد قمة العلا في السعودية بين دول مجلس التعاون الخليجي، وعودة اللحمة للبيت الخليجي.
وقال إنه خلال الزيارة ستتم مناقشة عدد من الملفات، أهمها العلاقات الثنائية بين البلدين، وهي كما تعلمون علاقات راسخة واخوية وأزلية ولها جذور ضاربة في التاريخ بين البلدين.
ومن شأن الزيارة كذلك تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية. وهناك الكثير من مجالات التعاون الثنائي بين البلدين، ونحن نعتبر الزيارة فرصة للتشاور حول تفعيل اتفاقيات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
وأوضح السفير عبد الرحيم الصديق أنه خلال هذه الزيارة يسعى السودان لتقديم المزيد من التسهيلات للمستثمرين القطريين خاصة بعد قرار الحكومة السودانية المتعلق بتوحيد سعر صرف العملة ضمن الإصلاحات الاقتصادية وتشجيع الاستثمار. ونتوقع مداولة عدد من المشروعات التي تم الاتفاق عليها مسبقاً بين البلدين خاصة في مجالات النقل البحري والموانئ والتعاون بين الخطوط الجوية القطرية والخطوط الجوية السودانية.
وتعتبر هذه الزيارة تمهيد الطريق أمام انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة قريباً والمنوط بها تفصيل وتوقيع الاتفاقيات ومراجعة ما تم الاتفاق عليه وتفعيل الاتفاقيات. ونتطلع إلى مشاركة قطر في مؤتمر باريس لدعم الاستثمار في السودان والذي سيعقد بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مايو المقبل، وفي هذا الإطار، نؤكد في السودان على أهمية مشاركة قطر الفاعلة في هذا المؤتمر كما أن رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب فتح الباب واسعاً أمام الاستثمار والانفتاح على الاقتصاد العالمي، تمهيداً لاعفاء ديون السودان وكلها قضايا ضمن النقاشات التي تتم في الدوحة.
توافق الرؤى
وأكد السفير السوداني أن العلاقات السودانية - القطرية تتسم بالثبات وتوافق الرؤى حول القضايا السياسية الإقليمية والدولية فهي علاقات قوية وراسخة بين البلدين.
وتعتبر دولة قطر داعما أساسيا للسودان في جميع المحافل الدولية خاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، كما دعمت قطر السودان كثيراً لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب والقضايا الأخرى المتعلقة بالدبلوماسية متعددة الأطراف.
وهذه العلاقات سوف تشهد طفرات واسعة في المستقبل القريب لصالح شعبي البلدين، وكما تعلمون، فإن حجم الاستثمارات القطرية في السودان مهم وكبير، وتعتبر الاستثمارات القطرية في السودان مهمة للاقتصاد المحلي، حيث نجد المشروعات القطرية في مختلف المجالات مثل الزراعة، والثروة الحيوانية، والطاقة، وغيرها. ومن بين هذه الاستثمارات مشروعات جيدة تنفذها شركة حصاد والتي تم منحها 260 ألف فدان من الأراضي الصالحة للزراعة وهناك مزارع للأعلاف تشرف عليها دولة قطر، وتنفذ شركة ودام أيضاً مشاريع كبيرة في مجال الثروة الحيوانية بالسودان بالإضافة للمشاريع السياحية الكبرى ونحن ممتنون لهذا الجهد الكبير، كما أن هناك تعاونا جيدا بين السودان وقطر في قطاع الموانئ.
وقال إن قطر تقدم دعما كبيرا جداً للتنمية في السودان وجهودها مخلصة للعمل مع الشعب السوداني، ولعل أبرز المؤسسات التي تشارك السودان في وسائل التنمية هي شركة حصاد وودام وجهاز قطر للاستثمار وشركة الديار العقارية التي تقوم ببناء أبراج ضخمة في الخرطوم على ضفاف نهر النيل، وهو نوع من التطوير المهم جداً لمدينة الخرطوم وشارف هذا المشروع على الانتهاء.
وأضاف السفير عبد الرحيم الصديق: نتطلع لأن يكون هناك المزيد من التعاون في مجالات الغاز والنفط، لأن السودان يذخر بموارد ضخمة في هذا المجال وهي مهدرة للأسف، وبالتالي فإن الفرصة متاحة للأخوة القطريين في مجال النفط والغاز في السودان، وقطر لديها استثمارات جيدة في مجال الطاقة بإفريقيا وبدأت تتوسع حالياً في القارة بعدد من الدول من خلال قطر للبترول في مجالات التنقيب والاستكشاف ونتطلع لأن يكون السودان جزءاً من هذه الاستثمارات.
وكذلك في مجال تعدين الذهب حيث يعتبر السودان من أغنى الدول الافريقية في مجال الذهب، وهناك فرص ضخمة جداً في مجالات الزراعة التي تستطيع أن تلبي حاجة كافة دول الخليج والمنطقة، خاصة وأن الأمن الغذائي أصبح هاجس الكثير من دول المنطقة، ونتطلع لأن نعمل مع أخوتنا القطريين في هذا المجال ونفتح لهم الأبواب للدخول في السوق السوداني والاستثمار في الزراعة والعديد من المشاريع السودانية.
ونحتاج لوضع أطر حتى نستفيد من الفرص الواسعة المتاحة في السودان وأعتقد أن دولة قطر لديها إمكانيات جيدة للقيام بهذا الدور وهو بالضرورة يتوافق مع رؤيتنا في الحكومة وهو تعزيز قيمة الصادر والتوجه نحو التصنيع الزراعي بما يجعل هناك قيمة مضافة لصادراتنا وأيضاً نساهم في حل قضايا الأمن الغذائي لدول المنطقة، بالإضافة لطرح فرص استثمارية في قطاعات البنية التحتية والخدمات والصناعة والطاقة وغيرها من المجالات الواعدة في السودان.
التنمية في السودان
وقال السفير السوداني: نقدر عالياً الدعم الذي تقدمه قطر للسودان في جميع المجالات، سواء إن كان ذلك على صعيد التنمية أو السلام أو بناء القدرات، لذلك نحن نعتبر أشقاءنا القطريين شركاء لنا في التنمية والسلام، وبالمقابل أيضاً فإن الخبراء والكوادر السودانيين من أبناء الجالية هنا في قطر يعملون في مختلف المجالات ومساهمون في مسيرة التنمية بدولة قطر ونحن نفخر بذلك ونجد التقدير من القيادة القطرية والشعب القطري ونشعر بهذه المحبة تجاهنا ونحن نقابلهم نفس المحبة والمشاعر لذلك نحن دوماً نتطلع لأن تكون هذه العلاقات أكثر قوة وتماسكاً ونتمنى أن ينعكس ذلك على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، لأننا نرى بأن العلاقات التجارية أقل من الزخم الموجود بين شعبي البلدين.
ونشيد أيضاً بالإصلاحات التي قامت بها دولة قطر في مجال العمال وإلغاء نظام الكفالة وتنفيذ عدد من الإصلاحات الاقتصادية والتشريعات التي من شأنها أن تسهم بشكل مباشر في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 وتعزيز علاقات قطر مع السودان خاصة وأن هناك أكثر من 70 ألف سوداني يعملون في دولة قطر، وجميعهم يستفيدون من هذه الإصلاحات في مجال العمال .
ونحن في السودان نعتز ونفتخر باستضافة دولة قطر للنسخة القادمة من بطولة كأس العالم قطر 2022 لأول مرة بالشرق الأوسط، وواثقون من أن الدوحة ستنظم بطولة كأس عالم ناجحة وفريدة بكل المقاييس ورأينا الشواهد الكثيرة التي تدل على ذلك بدءاً من البنية التحتية الحديثة المتعلقة بكأس العالم والملاعب المميزة وصديقة للبيئة وأنظمة تبريد الملاعب لأول مرة في المنطقة والتي بالمناسبة يعمل بها عدد من السودانيين ونحن فخورون بذلك، أيضاً قطر أعلنت عن تنظيمها بطولة محايدة الكربون وذات بصمة بيئية، ونحن نعتبر أن دولة قطر لا تمثل نفسها فقط في هذه البطولة العالمية وإنما هي تمثل عالمنا العربي والإسلامي ونعلن وقوفنا مع دولة قطر بكل جهودنا حتى تخرج البطولة بشكل مشرف لكل شعوب المنطقة.
جهود السلام
وختم السفير عبد الرحيم الصديق تصريحاته قائلا: لقد ساهمت دولة قطر بشكل كبير في مسيرة السلام والتنمية في السودان، ويكفينا فخرنا استضافة قطر لمحادثات سلام دارفور والتي أفضت لتوقيع اتفاقية سلام دارفور وهو اتفاق ما زال ساري المفعول ويعتبر ركيزة لتحقيق السلام الكامل.
واستضافت دولة قطر في 2013 أيضاً مؤتمر المانحين والذي رفع شعار أن الحرب ترياقها الناجع هو التنمية، وعملت فيه دولة قطر على حزمة من البرامج التنموية، من أهمها بناء مجمعات الخدمات أو القرى النموذجية في خمسة عشر موقعاً في ولايات دارفور الخمس لتسهيل العودة الطوعية للنازحين.
كما أن جهود دولة قطر لم تقف عند هذا الحد، بل كانت حاضرة ومشاركة في التوقيع النهائي لاتفاقية السلام بين حكومة جمهورية السودان وحركات الكفاح المسلح السودانية بعاصمة جنوب السودان جوبا.
copy short url   نسخ
08/04/2021
1169