نائلة هاشم صبريكاتبة أردنية
قال تعالى: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ» سورة يونس - الآية 5.
من حكمته -عز وجل- وتدبره وكمال قدرته وعظم سلطانه أن جعل الشمس ذات الضياء ساطعة في النهار، والقمر منيراً في الليل، مع الإشارة إلى أن نور القمر مستمد من ضياء الشمس.
هذا وقد قدر سير القمر في منازله الثمانية والعشرين.. ينزل كل ليلة في واحدة منها ليعرف بذلك ابتداء الشهور والسنين وانتهاؤها وعددها والحساب والأوقات من الأشهر والأيام، فبالشمس تعرف الأيام ومسير القمر تعرف الشهور والأعوام فالسّنة 365 يوماً وخمس ساعات وتسع وأربعون دقيقة وبذلك تنظم مصالح العباد.
فالصوم والحج بالحساب القمري يعرف بالمشاهدة، نراه بأبصارنا ثمانٍ وعشرين ليلة، عدا ليلة أو ليلتين يحتجب فيها فلا يُرى ودوران الشمس والقمر في جميع فصول السنة، فالسنة اثنا عشر شهراً، والشهر ثلاثون يوما، واليوم أربع وعشرون ساعة لليل والنهار، وقد يكون لكل واحد منهما اثنتا عشرة ساعة في أيام الاستواء. ويزيد أحدهما على الآخر في أيام الزيادة وأيام النقصان.
لتعلموا أيها الناس عدد السنين الشمسية والقمرية، ما خلق الله الشمس والقمر الا لحكمة وفائدة تعود على البشر، فبالشمس يبصر الناس ويؤدون أعمالهم وبحركتها تتكون الفصول الأربعة وبها تنتظم حياة الناس ويحدث النهار والليل. هذا وينتفع الناس بنور القمر في سيرهم في الليل ويستفيد القمر من ضوء الشمس ويبدو كالكرة نصفها مضيء ونصفها مظلم ويتحرك على نفسه فيرى هلالاً ثم بدراً ثم محاقاً أي لا يرى آخر الشهر هكذا دائماً ويحصل عند توسط الأرض بينه وبين الشمس.
وبعد، فهذه الآية التي نستفيء في ظلالها تنبيه لنا على دلائل القدرة الإلهية والوحدانية الربانية، فبقدرته -عز وجل- جعل الشمس ضياء يتوهج شعاعها ساطعاً فهي جرم ملتهب ومصدر الطاقات على الأرض. والقمر جرم غير مضيء بل يعكس عليه من ضوء الشمس.