+ A
A -
في فقه الحوار، بين أي متنازعين، هنالك مايعرف بتقديم التنازلات المؤلمة.
بين الحكومة السودانية، ومعارضيها، حوار امتد، وسيتواصل في اكتوبر المقبل.
مسافة الخلافات، بدأت تقصر.
هل انتبه السودانيون المتنازعون- أخيرا- إلى فداحة الدم.. وفداحة الفقد، وفداحة الكارثة الوطنية والإنسانية، أم أن تقصير المسافة جاء بضغوط من الوسطاء، ومن رفع العصا؟
اكتوبر، غنى له السودانيون، ذات ثورة شعبية في الستينيات، أهلكت نظاما عسكريا.. غنوا:
«كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل،
كان مع الصبر والاحزان يحيا..
صامدا، منتظرا..
حتى إذا الصبح أطل، أشعل التاريخ نارا واشتعل»
تلك كانت ثورة..
والثورات ثورات..
وأجمل الثورات هي هي الثورة الخضراء، تلك التي تعيد سنابل السلام، ترقص أمام الريح.
السودانيون اوصفوا أكتوبر 64 بـ «أكتوبر الأخضر».
هل يعيد التاريخ نفسه، بذات الألق والعنفوان والانضباط، ويخضر السودان- من أول جديد- بثورة الحوار، تلك التي تستعيد السلام؟
لابد من السلام، وإن طالت الحرب.
ذلك هو قدر الحرب والسلام، في أي مكان.. وأي زمان.
أكتوبر، على الأبواب..
نريده أخضر..
لنرفع الشعارات منذ الآن: لا للحرب. لا للكراهية. لا للثأرات.. والثأرات دوّامة.
لنرفع الشعار عاليا، في قلوبنا وفي ضمائرنا: لابد من إنجاح الحوار. لابد من محو المسافة. لابد من الالتقاء في الطريق.
هذا الشعار لن يتنزل إلا بالتنازلات المؤلمة.
تنازلوا تكسبوا..
تنازلوا ترتفعوا.. ويرتفع بنا الوطن!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
19/09/2016
926