بين قطر والإمارات، علاقات تاريخية.. وعلاقات دين ودم.. الهم واحد، وكذا المصير.. وهذه العلاقات التي ترسخت أكثر وأكثر بميلاد الكيان الخليجي الواحد، تتعزز في كل يوم جديد، وتقوى، مستلهمة في ذلك، أدب وأدبيات العلاقة الأزلية، ومسترشدة بكل بنود ميثاق الكيان الواحد، لمجابهة كافة التحديات، وتحقيق الطموحات المشروعة لشعوب الخليج العربية.
انطلاقا من هذا الفهم، كانت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني- أمير البلاد المفدى- بالأمس، لدولة الإمارات الشقيقة، ومباحثاته الموسعة مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
هذا الوقت من وقت المنطقة، هو وقت تبادل الزيارات بين زعمائها.. هو وقت التشاور، وتبادل الآراء، وتكامل الإرادات، ولا يخفى على أحد، ما تجابهه هذه المنطقة الحيوية، من تحديات.. وما تواجهه من أطماع، وما تعيش فيه من حروب، تلقى بتعقيداتها ومضاعفاتها، ليس فقط على دول الكيان الخليجي، وإنما على العالم بأسره.
المباحثات- من هنا- ركزت على تطورات المنطقة، وأهم هذه التطورات- في يقين كل المتابعين- التطورات في اليمن.. وفي سوريا.. هذا بالطبع إلى جانب التطورات الاقتصادية، تلك التي تأثرت- حتما- بتراجع أسعار البترول.
هذا العالم، هو جسد واحد.. ومن هنا أيضا، كان طبيعيا أن تتناول المباحثات الموسعة، كافة التطورات في العالم، تلك المتداخلة، والتي تتأثر بها كل دولة من دول الجسد العالمي الواحد.. وتتأثر بها كافة الكيانات الإقليمية والدولية.
يمكن القول- تأسيسا على كل ذلك- أن مباحثات صاحب السمو مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لم تفتح فقط آفاقا أوسع للعلاقات، لما فيه خير الدولتين والشعبين الشقيقين، في الوقت الراهن، وإنما أكدت على حتمية هذه العلاقات للمستقبل، جنبا إلى جنب مع حتمية تماسك الكيان الخليجي، بتكامل الإرادات، تعزيزا لما حققه هذا الكيان- خلال مسيرته الظافرة- من خير، لدول وشعوب هذه المنطقة من العالم، خاصة على صعيد الرفاهية، والأمن، والطمأنينة العامة.

ليحفظ الله قطر والإمارات..
ليحفظ الله الكيان الخليجي الواحد.. ومسيرة الإخاء، والمصير المشترك.