+ A
A -

صديقي الإجازة عنده تعني الاسترخاء، يقضيها جلها في النوم واستثمار أوقاتها بما يعود عليه بالنفع، حدثته من قريب وهو يتناول وجبة العشاء اليومية المعتادة وهي مهمة بالنسبة له للحفاظ على التمثيل الغذائي ضمن المعدل الطبيعي في جسمه الرشيق، إنه يحب صدور الدجاج وأفخاذه وزيت السمسم وأنواعه، والموز مع التفاح ويقول: إنها وجبات مثالية ويمكن أن تشكل وجبات صحية بامتياز، هنأته على سيارته الجديدة الكاديلاك موديل 2017 سيارة فاخرة أكثر شهرة بفضل الجودة والتصميم والرفاهية وأداؤها لا يشبهه شيء عدا أداء ملكات الجمال وعارضات الأزياء على المسرح في مشيهن، ولا يفوقها روعة إلا نوعية من العطور النسائية النافذة عند شمها غصبا عليك تقول الله دليل الاعجاب والانبهار والروعة والاستسلام لها! وبعد أن تحدثنا عن كل شيء، تطرقنا إلى موضوع العنوان أعلاه وأدلى كل منا بدلوه فيه، جاء في الأثر (قوام العيش حسن التقدير وملاكه حسن التدبير) حسن التدبير فن وعلم ودراية وحكمة وخبرة تقود المرء لاتخاذ قرارات صائبة وتحديد الأولويات وتطبيقها بشكل دقيق، حسن التدبير يضع الأمور في مواضعها الصحيحة فوق الحروف وتحت الحروف ومن طرق حسن التدبير التنظيم والانضباط وعدم التبذير والاسراف والصبر والتسامح وغض الطرف عن بعض الهفوات والأخطاء والزلات والتخطيط وحسن الإدارة ووضع أولويات للإنفاق والاعتدال لقوله تعالى «والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما» فالاعتدال وضبط الصادر وضبط الميزانيات من حسن التدبير بلا شك، ومن آثار سوء التدبير جل الكوارث والاشكالات التي نعيشها على مستوى الفرد والجماعة والأمة! وحسن التقدير عملية عقلية معقدة امتاز بها جيل الزمن الجميل الذين يعرفون السنع ورد الفضل إلى ذويه، الذين يقدرون تضحية الآباء والأمهات، وأضعف الإيمان يدعون لهم ويتصدقون عنهم، عكس جيل اليوم جيل العازة جيل المصالح لا يهتمون ولا يجلون آباءهم ولا أمهاتهم إلا إذا كانت لهم مصالح معهم!! جيل العازة لا يهتم بوقته ولا يقدر أفراد أسرته وأهله! تصرفهم عنهم اهتمامات تافهة ومهايل في الشوارع أو جلسات المقاهي أو بعض مجالس السوء!! وتضيع الثواني والدقائق وأرباع الساعة وأنصافها في ربربة وأحاديث جلها (خريط مجمع تعال وتسمع)!! جيل يتلف المال ويتلف الحلال ولا يحسن المقال ولا يحرص على السؤال!! جيل لا يقتصد في معيشته ولا يصلح دنياه لآخرته!! جيل العازة يعيش على ما هيمت فوضى لا حدود لها!! نسأل الله العفو والعافية.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
17/09/2016
2645