+ A
A -
ارتحل إلى صباحات أبي يتوضأ عند الفجر، ودعاؤه «اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم اخمد الفتنة الأولى في الإسلام واخمد الفتنة الثانية والثالثة».
مات والدي وهو على هذا الدعاء وقد أكون ورثته منه عن ظهر قلب.. فسألني اخي الاصغر ذات صلاة فجر عن الفتنتين وبإيجاز قلت له:
الفتنة الأولى في الإسلام بدأت بمقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان والثورة التي سبقت الاغتيال والفتن التي تلت مقتله وما زالت آثارها تنخر بهيكل الأمة الإسلامية حتى يومنا هذا. أما اسباب هذه الفتنة فهي قيام عبد الله بن سبأ وهو من أصل يهودي أسلم إلا أنه آثر بنشر الفتن لتقويض أركان الدولة الإسلامية وشرعية خلافة عثمان بن عفان كان يقول: «عجبت ممن يقول برجعة المسيح ولا يقول برجعة محمد.. يكون فيكم أهل بيت نبيكم ثم يُقصون عن أمركم»
ثم قال إن عثمان أخذ الخلافة بغير حق وأخذ يكاتب الناس ويطعن في أمراء الناس في الأمصار. فثاروا عليه وهاجموا بيته ومنعوه من الصلاة في المسجد النبوي ثم قتلوه ولم يحاكم احد في قتله بل امتد شلال الدم في بيت النبوة والامويين..
والفتنة الثانية بدأت بموت معاوية بن أبي سفيان وتولي يزيد بن معاوية خلافة المسلمين سنة 60 هـ الموافق 680، واستمرت حتى مقتل عبد الله بن الزبير سنة 72 هـ عام 692، كان الصراع والاقتتال في تلك الفترة قائما بين الأمويين والعلويين والزبيريين، وفي هذه الفتة روى يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: «ثارت الفتنة الأولى فلم يبق ممن شهد بدرًا أحد، ثم كانت الفتنة الثانية فلم يبق ممن شهد الحديبية أحد».
ولم يفتأ اتباع عبد الله بن سبأ من اثارة الفتن اينما وجدوا وقد رحم الله مصر من فتن الفاطميين وجرائمهم بمجيء صلاح الدين الذي انقذ مصر وشمال افريقيا..
لكن أن يخرج في العراق من يقول إن الحج ليس في عرفات، فهذه بوادر فتنة سوف لا تبقي ولا تذر
في زمن باتت كلمة عبد الله بن سبأ هي العليا في بلاد النور الإسلامي الذي وصل إلى اقاصي الدنيا..
سنواصل دعاء الاباء عند الفجر «اللهم خلصنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. ونسأل الله التوفيق للحكماء لاخماد الفتن قبل ان تلتهم ما تبقى من الإسلام.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
16/09/2016
1886