+ A
A -
أحب المكسرات في الحل والترحال، في الأسفار والأمصار، في الليل أو النهار، في الأعياد وجل المناسبات، كلما جلست لوحدي تراني أنشغل بتناول المكسرات، الجوز واللوز والكاجو والبندق والفول السوداني، وكلما ضاقت بي الظروف وازداد التوتر والقلق لظرف ما في إيقاع الحياة أشعر برغبة في تناول المكسرات، لذلك أحرص دائماً على المرور على محلات المكسرات لشراء كميات من كل نوع وصنف لتناوله متى اشتهيته ورغبت في تناوله، وأودعها في الثلاجة حتى لا تخرب من الحر والأجواء الخارجية، عندما أنشغل بالمكسرات عادة تسود ظاهرة السكوت والصمت والتأمل والاستلذاذ لانشغال الأصابع بفتح حبات المكسرات والأسنان بمضغها، والحنجرة بابتلاعها، واللسان بلعق طعمها وأثرها على الشفاه، ما أجمل طعمها الذي لا يشابهه شيء وما أجمل مضغها ولعقها ومن ثم بلعها.
في الأعياد تكثر السويتات والمعمول والمكسرات الطازجة على الموائد وتبصر أنواعها في المجالس العامرة إلى جانب ما لذ وطاب من الفواكه والحلو الحسان، والعيون تناظرها متلهفة على تناولها واختطافها ومضغها، شهيتي مع المكسرات تنفتح والمشاعر في حضورها طايشة!
شعور بالرضا أقضيه مع المكسرات، إحساس التذوق معها مرتفع ولهيب العواطف معها يتأجج، أمامها تشعر بأنك سعيد مبتهج، تمتلكك رغبة مجنونة في لحظات مقرونة بنظرات ملهوفة وأنت تلامس حبات الفستق أو البندق وتضعها بين الشفاه وبين الأسنان لمضغها وتذوقها، أحب المكسرات وأريدها وأطلبها وأحب الدول التي تزرعها وتنتجها، لأنها دول جميلة فيها الجمال وروعة التعبير والدلال وأهلها موسومون بالجمال والطعم اللذيذ والطيبة والكلام الحسن وحسن الطباع والرومانسية المفرطة، المكسرات رغم سعرها العالي والمتوسط إلا أنها مرغوبة، ومطلوبة، لأن طعمها ومذاقها أعجوبة! إذا خلا البيت وخلت الموائد من المكسرات تكون باهتة! لا حياة فيها! خالية من الأكشن! وصرير الأسنان معها والتكسير! أيام القرنقعوه لاحظوا هجوم الأطفال على أكياسها كانقضاض السباع على فريستهم أو انقضاض القراصنة على شحنات من الذهب! نهنئ القراء بالعيد السعيد وتقبل الله منكم صالح الأعمال، لحظات العيد اقضوها بالمفيد مع الحلو والمكسرات معها راحة البال ويتحسن المزاج والحال، وكل عام وأنتم بخير.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
12/09/2016
949