+ A
A -

تزنر عمي.. وحين سأله والدي إلى أين؟ قال: أنا ذاهب إلى العراق للانضمام إلى رشيد عالي الكيلاني في مناهضته للاستعمار الأجنبي بالدول العربية..
جاء يودع ابنته من القرية المجاورة.. وقال لها سوف ألتحق مع فارس خوري في سوريا لمناهضة الاستعمار الذي ينهش في عالمنا العربي.
حملنا مواعيننا وبدأنا ندور على المنازل لنجمع لثورة الجزائر..
غنينا من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.. لتحمل بريطانيا عصاها وترحل عن عدن.
رأيت الشيخ فهد الأحمد مع الشاب احمد الربعي يحملان السلاح في الأغوار الأردنية لمقاتلة المحتل الإسرائيلي.. أين تلك الروح.. أين رجال الأمس؟
غابوا..
كان ذلك في زمن العزة والكرامة العربية حين كان هناك عراق وكانت هناك مصر وكانت هناك سوريا.. ولم تكن هناك بعد إسرائيل التي عملت على إزاحة هذه الدولة من طريقها لتقضم من العالم العربي بعد نومته ما تشاء وفاء لنصيحة هنري كسينجر الاميركي من اصل يهودي وزير خارجية اميركا في عهد نيكسون الذي قال لمناحيم بيغن مرتكب مجزرة دير ياسين «أسلمك عالماً عربياً نائماً فاغتصب منه ما تشاء قبل أن يفيق».. ولا زلنا نثق بمن خلف كسينجر..
.. نوقع معهم العقود والعهود.. وينقضونها ثم نعود
نصاهرهم.. لكن ابن اليهودية يهودي وان كانت نطفته من صلب عربي يمتد إلى العرب العاربة نسل قحطان أو إلى العرب المستعربة من نسل عدنان..
نمد يدنا للسلام.. فيرسلون نساءهم لإفساد الصوم والحج وإبطال الصلاة..
حكامنا يعرفون الحقيقة..
شعوبنا تعرف الحقيقة..
أطفالنا يعرفون الحقيقة..
ونسمح لهم بإهانتنا في عاصمتي العزة دمشق وبغداد..
كيف نقبل نحن المليار و500 مليون مسلم سني أن تتحول عاصمة الرشيد إلى مذبح لأبناء الرشيد وأن تتحول الفلوجة إلى مسلخ لأحفاد
خالد بن الوليد وعمرو بن العاص قائدي الفتح الإسلامي لبلاد فارس.. وكيف نقبل أن يبعثر قبر خالد في حمص؟
هانت رموزنا علينا فهانت أرواحنا عليهم.. والسكين قد يصل إلى رقابنا ونحن لا زلنا نياماً.. نريد هبة كبرى تنطلق من دولة عربية مسلمة كبرى لم تنحز بعد إلى حضن إسرائيل..
فما تم التخطيط له لتدمير أوطاننا وعقيدتنا يتحقق يوماً بعد آخر.
**
نبضة أخيرة
اقرؤوا معجم بلدان العالم وتحسروا مثلي، وابكوا على أمة ليس لها مكان بين الأمم.
فهل سنصحو فعلا كما توقع المستشرقون وقادة الغرب الذي يخوفون شعوبها من مارد اسمه الإسلام وانه إذا أفاق سيجتاح الشرق والغرب وتعود الزعامة للسلاطين من بني يعرب أو بني عثمان أو من بني سلجوق ليس مهماً، فالمهم أنه يرتل قبل الفجر آيات من القرآن. لتعود أمتنا بفائدة.. ربما..
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
07/09/2016
765