+ A
A -
محمد العلي كاتب عربي
قال حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، إن سبب حرائق الغابات في الولاية هو التغير المناخي، وإن «موسم الحرائق الدامي والقياسي لا بد وأن يُنهي الجدل بشأن التغير المناخي». وأضاف: «إن النقاش انتهى بشأن التغير المناخي. فلتأتوا فقط إلى ولاية كاليفورنيا لتروا ذلك بأنفسكم».
وفي مؤتمر صحفي عقد قبل أيام في ذات الولاية حذر وزير الموارد الطبيعية الرئيس ترامب من ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الحرائق في البلاد بسبب التغيير المناخي وطلب التعاون العلمي لإيقاف الكارثة. فكان رد ترامب بكل بساطة: «لا تقلق ستنخفض الحرارة، لا أعتقد أن العلم يعرف شيئاً»!
وفي دراسة جديدة نشرت في مجلة Science حذرت من أن درجات الحرارة العالمية بحلول نهاية القرن ستصل إلى مستويات لم تشهدها منذ 50 مليون سنة، إذا لم يجر الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير.
لا يزال العالم منقسما بحقيقة التغير المناخي وخطره على الأرض، فلا ينطبق الأمر على ترامب فقط، فجشع لوبي صناعة النفط والغاز والفحم يقف وراء التشكيك الدائم بهذا الخطر المحدق بالكرة الأرضية طمعاً بالمزيد من كسب الثروة على حساب جودة الحياة ومستقبل الأرض ومن يعيش عليها. وليس مستغربا أن يكون رد ترامب بأن العلم لا يعرف شيئاً وهو الذي انسحب من اتفاقية باريس للمناخ بعد ستة أشهر من وصوله إلى البيت الأبيض، معللاً ذلك بالعبء الاقتصادي الكبير على الولايات المتحدة والعمال الأميركيين ودافعي الضرائب والشركات الأميركية،
وفي ظل جائحة كورونا وأثناء الإغلاق الكبير في العالم الذي سببه تفشي الفيروس. وظهرت صور الأقمار الصناعية تحسّنا كبيرا في جودة الهواء في الصين وإيطاليا وانخفض معدل انبعاث غاز أول أوكسيد الكربون في الهواء والناتج عن عوادم السيارات ، وطرأ تغير واضح على جودة الهواء ولون السماء في الهند لإغلاق منشآت صناعية وتوقف القطارات والسيارات ، ما أدى إلى تقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بشكل كبير في البلاد.
ماذا بعد كورونا؟
هذا التغيّر الجيد والطارئ والملحوظ والمفيد لكوكب الأرض قد لا يدوم طويلاً في حال عادت عجلة الحياة الطبيعية عما كانت عليه سابقاً قبل تفشي جائحة كورونا وعودة عجلة الاقتصاد معها وتشغيل المصانع بكامل طاقتها لتعويض خسارتها طيلة فترة الإغلاق.
copy short url   نسخ
25/09/2020
184