+ A
A -
يأتي الأثير بما هب ودب من فكر وأفكار.. وقد تأخذك الأهواء إن كنت يافعا ولا تعرف كيف تغوص بين السطور وتعرف ما في بطن الشعار.. وقد ساعدت هذه الاجهزة التي تبدأ بمقولة تابعني لتبحر مع الفيس بوك والانستغرام وابن عمهما تويتر وسناب تشات ويوتيوب، وأخيرا وليس آخر يوكو ويبو، ولا ننسى المزعج «الواتس اب» الذي يأتيك بكل ما لا يخطر على بالك.. فهذه ملحدة.. وهذا علماني، وذاك داعشي وهذا متعصب..
أمس اخذني حديث الليل وأنا احاور ملحدا من دولة شمال افريقية لم يفهم ما معني «ملحد» فقط قال انه ملحد وليس عالما «طق عقله» وأراد الاختلاف، وليس ماجنا سكر فنسي اسمه ونسي ربه.. قلت للملحد صفة مأخوذة من مقر نهايتك في الارض هو القبر والذي يطلق عليه اللحد حيث يتم حفر حفرة جانبيه توضع بها الجثة وهذا اللحد الذي في جانب القبر سمي بذلك لمكانه بجوار حفرة القبر، أما لماذا ارسل الله رسلا من عنده فأحيلك إلى اجابات علماء قالوا ان «اللـه سـبحانه يـريـد أنْ يكـون كلّ النـاس أمـةّ واحـدة ليسَ بينـهم أيّ صـراعات ولا حـروب ولا قتل ولا تخـريب، وهـذا مـا يقولـه سـبحانه: (ومـا كان الناسُ إلّا أمّـةً واحـدةً، فاختـلفوا) يونس 19، إذن الناس هـم الذين اختلـفوا، منْ أجل ذلك أرسـل الله الرسـل الكرام عليهم السلام، منْ أجلّ حـلّ الخـلاف لعـودة الناس للعيش بسـلام في مجتمع إنسـانيّ واحـد، يقول تعالى: (كـانَ الناس أمـةً واحـدة) البقرة 213، ثـم اختلفوا حسـب الآية في [سورة يونس]، فتتـابع سـورة البقـرة: (فبعـثَ اللـه النبيـيّن مُبشّـرين ومُـنذرين وأنـزل معهـم الكتـاب بالحقّ ليحـكُم بين الناس فيمـا اختلـفوا فيـه) البقرة 213، ثمّ توضـح سورة البقرة، أنّ الاختلاف والحروب سـببها البشـر الباغون والمعتدون: (ومـا اختلف فيـه إلاّ الذين أوتـوه مـن بعـد مـا جـاءتهم البيّنـات - بغـياً بيـنهم) - البقرة 213.
اللـه تعالى خلقنـا من أجل [إعمـار] الأرض: (هـو أنشـأكم في الأرض واستعمركم فيهـا)- هود 61، ومنع القتل والتخريب في الأرض: (إذا تولّى سـعى في الأرض ليُفسـد فيهـا ويُهـلك الحرْث والنسْـل، واللـه لا يُحـبّ الفسـاد)- البقرة 205، وقـد أمـر الله تعالى بـ [العمـل الصالح] الذي يصلح به حـال البلاد والعباد، وبذلك يعيش الناس الحياة الطـيبة السـعيدة التي يريدهـا الله: (مَـن عمل صـالحاً من ذكر أو أنثى وهـو مـؤمن فلـنحييـنّه حـياةً طـيّبة)- النحل 97.
لو قرأ الداعشيون والملحدون ذلك بتمعن لما كان لدينا قاتل داعشي ولا ملحد عالم.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
06/09/2016
734