+ A
A -
جاء في الأثر (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)، أي يمنع بالسلطان ونعني به هنا النظام- القوانين واللوائح والتعليمات والقرارات والتعاميم- من التفلت والفوضى أكثر ما يمنع بالقرآن! لأن بعض الأشخاص لا ينزجرون بالقرآن بقدر ما يخشون السلطان من حسومات- خصومات- وإنذارات ولفت نظر! مواقع العمل بلا نظام فوضى شاملة وتفلت لا ضابط له! والأنظمة والأجهزة والبصمة والبطاقات تنظم الأمور وتحد من التسيب والتفلت! حلو وجود النظام والقانون والعدالة والضبط والانضباط في مواقع العمل، ولا أتصور أحدا من العقلاء المنصفين أصحاب الضمائر الحية يختلفون معي في تطبيق النظام بالكيفية التي يراها ولي الأمر، اليوم نحن نعيش مرحلة الأجهزة الذكية وأجهزة البصمة الصيادة التي استحدثتها جل مؤسسات الدولة للحد من التفلت السائد فيها! هذه الأجهزة كلفت الدولة الكثير من المال والوقت والجهد إذاً هي ما وجدت عبثاً! بل هي لأمر تنظيمي حماية للنظام العام وذلك لعمري شيء حميد ومشكور ومقدر، وهناك أشخاص ملتزمون بالبصمة إلى آخر الدوام وهناك خارقون هذا النظام متحايلون لا يحترمون أنفسهم ولا النظام ولا مسمياتهم ولا مراكزهم لأنهم مرفوع عنهم القلم والمساءلة! وفي غياب المحاسبة (مشي حالك)! وابلع العافية! واسكت! كم من المتضررين من هذه الأجهزة ينظرون إليها شذراً وكل له مبرره وحجته! يقول البعض: لماذا لا يتم التركيز على الإنتاجية في العمل بدل التركيز على الحضور والانصراف فقط؟ يقولون: هناك أشخاص لا فرق بينهم وبين المكتب الذي يجلسون وراءه! ليس لهم عطاء! ولا عمل! ولا تميز! ولا إنتاجية! أشخاص يأتون ويغادرون مواقع العمل ويعددون أياماً ويقبضون راتباً دون عمل واضح لهم! ربما يكون كلامهم صحيحاً! على كل حال.. نحن نقول: ما المانع من استحداث هذه الأجهزة والبطاقات الممغنطة والبصمة لضبط وتيرة العمل والحد من التفلت وفي الوقت نفسه متابعة الموظفين كافة ورصد المقصرين ولو كانوا من القيادات العليا والوسيطة!
(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فعلى من وضع النظام الجديد أن يلاحق تطبيقه على الموظف الصغير والكبير ولو احتاج الأمر للعين الحمراء والحسم والخصم أو إنزال العقوبة التي يراها ولي الأمر مناسبة وعلى الجميع دون استثناء (اعدلوا هو أقرب للتقوى).
وعلى الخير والمحبة نلتقي..

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
04/09/2016
728