+ A
A -
قالت الدكتورة هلا السعيد مديرة مركز الدوحة العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة والاستشاريه والمعالجة النفسية أن عيد الفطر يأتي في ظروف استثنائية هذا العام وهي ظروف إنتشار فيروس كورونا وهو ما يفض علينا ضرورة الالتزام بالتوجيهات والإرشادات التي ترد الينا من الجهات المعنية وان نلتزم بالتباعد المكاني والجسدي، لكن في نفس الوقت لا نحرم أطفالنا من فرحة العيد بان نحتفل معهم في البيوت ونجلب لهم الهدايا ونحرص علي إعطائهم العيدية باعتبارها من الأمور تسعد الأطفال في هذه المناسبة الغالية علينا جميعاً
وأضافت: يصعب علينا أن نستقبل عيد الفطر هكذا ونتنازل عن كل طقوسه ونبتعد عن عاداته ولكن لا يمكن لنا أن نتجاهل الواقع الذي يفرض نفسه علينا وعلى العالم أجمع في ظل تفشي فيروس كورونا.
فلابد ان تبقى في هذا العيد بعض العادات المحببة لنا كخط احمر ونتخلى عنها مؤقتا كالتقبيل والمصافحة والزيارات ونستمر في التباعد الاجتماعي ونلتزم بضرورة البقاء في المنازل حرصا على سلامتنا وسلامة من نحب.
ولنحتفل بالعيد بقلوبنا ونكتفي ونحمد الله وقد عاد علينا وأحبتنا من آبائنا وامهاتنا وعوائلنا وأصدقائنا بصحة وسلامة حتى وإن لم نزرهم ونصافحهم هذا العام.
وندعو الله أن تمر هذه الأزمة على خير ونعود نحتفل بالاعياد القادمة براحة البال التي سرقها مننا فيروس كورونا.
وتضيف الدكتورة هلا السعيد قائلة: يُقبل علينا عيد الفطر المبارك هذا العام في ظرف استثنائي، فلن يتاح لنا أن نعيش شعائره ككل عام، حيث لا يتيسر لكثير من المساجد إقامة صلاة العيد، ولن تتمكن كثير من الأُسر أن تذهب للمساجد مع أولادها، لا ريب أننا سنفتقد طقوسا نُقِشَت على جدران القلب، وسكنت أعماق الروح، حيث الخروج من بيوتنا مكبرين لله تعالى، والحنين لصوت دوي التكبير الجماعي بالمسجد الذي يُنعش الروح ويغذي القلب، ثم الخطبة ولقاء الأحبة، والجلوس مع من نشتاق لهم، ولا تكتمل فرحة العيد بغيرهم، وهدايا الأطفال ومَرَحهم وفرحهم، والارتواء من المحبة والمودة والفرحة الجماعية.
الأطفال والاحتفال بالعيد
وحول كيفية تهيئة الأطفال لقضاء العيد في منازلهم تنصح الدكتورة هلا السعيد كاستشارية ومعالجة نفسية بضرورة تلبية جميع احتياجات الأطفال خلال عيد الفطر السعيد، وشراء الألعاب لهم، والملابس الجديدة وتجهيز العيديات والحلويات، كما يجب مشاركة الأطفال بأفكار حول كيفية قضاء يومهم خلال العيد، والمشاركة معهم في اللعب.
يأتي عيد الفطر السعيد على المسلمين هذا العام في واقع جديد لم يعهدوه من قبل وهو انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، والإجراءات الاحترازية التي تفرضها الدول لمنع انتقال العدوى، وحظر التجوال، وهو ما سيحرم الجميع وخاصة الأطفال الذين ينتظرونه بشغف من الاحتفال به، وسيقضي الأطفال هذا العيد في منازلهم بسبب إغلاق الحدائق العامة، ومدن الملاهي، والشواطئ، والفنادق والمطاعم، وتطبيق الدول للتباعد الاجتماعي، وهو ما سيفرض على أهاليهم تحدي كيفية تأهيلهم لقضاء تلك الأيام في البيوت، وكيفية التعامل معهم خلاله.
وتعني مناسبة العيد الكثير للأطفال، ولن يستطيعوا تحمل فكرة مروره دون الاحتفال به، لذلك سيجدون صعوبة في عدم الخروج من المنزل.
ولن يجتمع الأطفال في العيد مع أقرانهم ككل عام، أو يذهبوا إلى أقربائهم، وسيقضون ساعاته الطويلة في مكان واحد هو منازلهم، ما يتطلب من الأهالي القيام بجملة من الإجراءات التوعوية، والتدريب على كيفية تجاوز ذلك اليوم دون شعور بالملل.
وأكدت الدكتورة هلا السعيد أن الأهالي ستكون أمامهم مهمة استثنائية خلال عيد الفطر وهي تهيئة أطفالهم، وإعداد حلقات توعية لهم بأن العيد هذا العام سيكون مختلفاً عن الأعياد السابقة حفاظاً على صحتهم.
ويجب على أهالي الأطفال فتح النقاش مع أبنائهم لطرح أفكار حول كيفية قضاء أوقات وأيام العيد داخل البيت، وتوطيد العلاقة معهم، وإعطائهم ثقة بأنفسهم.
بعض الأفكار والوصايا
طرحت الدكتورة السعيد بعض الأفكار والوصايا للإحتفال بالعيد هذا العام، حيث ضرورة أن نبدأ يومنا المبارك بصلاة الفجر جماعة، ثم نُفطر بعدها على تمرات أو ما تيسر، وذلك إعلانا بالاستجابة لأمر الله تعالى، فقد أمرنا الله فصمنا، وأمرنا فأفطرنا، وتلك هي معنى العبودية.
وأن نؤدي صلاة العيد جماعة مع أولادنا وأهلنا، وهي سنة مؤكدة ويجوز أداؤها في البيوت جماعة أو فرادى لمن فاتته بعذر، كما ذهب إلى ذلك جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة. ووقت صلاة العيد هو وقت صلاة الضحى، وعلينا أن نعيش فرحة التكبير الجماعي داخل البيت مع الأسرة، ولنحرص على عدم رفع الصوت حتى لا نزعج الجيران.
كما قمنا بتزيين البيوت لاستقبال شهر رمضان علينا أن نُزين بيوتنا وقلوبنا لاستقبال عيد الفطر المبارك؛ وذلك من تعظيم شعائر الله، «ذَ?لِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب» 32 سورة الحج، وأن نخلق السعادة والفرحة والبهجة مع الأسرة والاولاد، وإن كانت لك عادة حسنة في كل عيد، كالهدايا فاحرص عليها، ويمكن ترتيب حفلات العيد بأسلوب جديد، من خلال شبكة الإنترنت بصورة مبتكرة في الفقرات المتنوعة، الإنشاد والمسابقات.
وأن نحرص على صلة الأرحام والإحسان إلى جيراننا المسلمين وغير المسلمين ولكن مع اتباع الإجراءات الإحترازية، فلنشارك الآخرين فرحتنا بالكلمة الحسنة والهدية الطيبة. وان لا ننسى الفقراء والمساكين واليتامى والمظلومين من مواساتكم بالمال والهدية والدعاء وإدخال السرور على قلوبهم.
وما أصعب ان تكون بجانب الوالدين ولا تستطيع ان تراهم وما يصبرنا انهم بصحة جيدة، ونقول: نتباعد هذا العيد لنتقابل فيما بعد ومن أجل الوطن سنبقى في البيت.
copy short url   نسخ
24/05/2020
1560