+ A
A -
سواء اتفقنا أو اختلفنا معه، من حقه علينا أن نسمعه.. يقول: كيف نربي طلابنا على الديمقراطية والحرية ونحن في جل مؤسساتنا تمارس علينا أساليب الحجز والمراقبة؟! ويتساءل: بالله عليكم كيف نحلل ونفسر هذا الوضع أو هذه المعضلة؟! يقول: تعبوا من سبقونا وهم ينادون ويتكلمون عن مدارس بلا أسوار! والآن أصبحت الأسوار والحواجز تطوقنا وتلف على رقابنا في مواقع العمل المختلفة! ونحن يا من يرتجى منا التقدم والتطور في مناحي الحياة المختلفة! يقول: سوف ننجح في مسيرتنا التنموية ومشاريعنا الحضارية حين ننظر إلى موظفينا إلى جيلنا على أنهم أهم مشروعاتنا، علينا أن نثق بهم ونعطيهم الثقة لا حبسهم وجلدهم بالتضييق وخنقهم والتشكيك بهم! أفضل وسيلة للضبط والالتزام في زمن ثورة الإعلام والإلزام هو تعميق الإيمان والقناعات داخل النفس الأمارة بالسوء والداعية بالتسيب من العمل وخرق قوانينه! إقناعها بأن العمل عبادة وطاعة وولاء وانتماء، الحل ليس بوضع أجهزة وإغلاق مداخل ومخارج ومنافذ ووضع حدود وأشواك ربما لا تتوافق مع معايير ومقاييس الدفاع المدني، ولكن قناعات تزرع لا حقوق واستثناءات تنتزع! الأسوار والحواجز لا تقام إلا للسجناء والمجرمين لا غيرهم من الصفوة المخلصين، ناهيك عن تكلفة نظام البصمة والبطاقة الممغنطة بحواجزها! الأموال التي تستنزف لمثل هذه الأجهزة احفظوها واستثمروها في التطوير والتحسين وتوفير الأنسب من الخدمات التي تعود علينا وعلى الوطن بالنفع والفائدة لا تهدروها في ما لا طائل منه! أجهزة البصمة وأجهزة الأزمة هيضت مشاعر الرفض النفسي للموظفين نحو مهنتهم! أصبحت هذه الأجهزة المتلصصة ترسل إيحاءات بالعزلة والكبت والانغلاق والحنق والاستياء من وجودها! ويتساءل البعض: هل بمثل هذه الأجهزة سنوجد البيئة الصحية المنتجة؟! وهل مثل هذه الأجهزة تناسب مجتمعات الديمقراطية والانفتاح والعولمة والعطاء بلا حدود؟! نرحب بكل جديد والجديد الذي يضيف لنا مطلوب ولكن ليس كل جديد يناسبنا ومرغوب، هناك مشاريع فعّالة وهناك مشاريع غير فعّالة! علينا أن نحسن الاختيار.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
29/08/2016
669