+ A
A -
نحن العاشقون للشام.. المسكونون بعزة دمشق.. وإنفة حلب.. السائرون في ركب معاوية بن أبي سفيان وعبدالملك بن مروان إلى القدس لبناء مسجد الصخرة الشرف، الراكبون مع محمد القاسم لفتح السند والهند الذاهبون مع عبدالرحمن الداخل صقر قريش لفتح الأندلس.. نحن الممسكون بزمن أمير الشعراء حافظ إبراهيم والحافظون لشعره عن ظهر قلب وهو ينشد في مصر حاثا شعبها على أنه لا فرق بين مصري وشامي وقوله انتسابك للشام أم لمصر سيان نحن المرتبطون برجال الزمن الجميل.. من سياسيين وشعراء نقف نبكي مع حافظ إبراهيم شاعر النيل ورائعته التي يقول فيها
لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ
هُنا العُلا وهُناكَ المجدُ والحَسَبُ
هذان الركنان للأمة العربية بل للشرق كله.. يحنو عليهما الهلال الخصيب مطلا منه الرصافي مغنيا لأمة عربية واحدة.. ممجدا ما قاله حافظ
رُكْنانِ للشَّرْقِ لا زالَتْ رُبُوعُهُما
قَلْبُ الهِلالِ عليها خافِقٌ يَجِبُ
خِدْرانِ للضّادِ لَم تُهْتَكْ سُتُورُهُما
ولا تَحَوَّلَ عن مَغْناهُما الأدَبُ
أمُّ اللُّغاتِ غَداة َ الفَخْرِ أَمُّهُما
وإنْ سَأَلْتَ عن الآباءِ فالعَرَبُ
للدر درك يا أمير الشعراء وكأن روحك أطلت على زماننا حين كتب باكيا مع حرائر الشام وهن يودعن رجالهن عبر البحار باحثين عن الأمن والأمان
كم غادَة برُبُوعِ الشّأمِ باكيَة ٍ
على أَليِفٍ لها يَرْمِي به الطَّلَبُ
نحن المسكونون بروح أمير الشعراء أحمد شوقي وهو يتحدث بلسان أهل الشام من مصر.. من الركب الجنوبي.. ولم ير ما حصل بعد زرع الصهيونية بين ركني الشام.. وباءت كل المحاولات بالفشل بإقامة وطن عربي يربط مصر بالشام فهذا الركنان فصلا بحصار غزة وببقاء إسرائيل سيدة على المعابر لا تسمح لأحد وطني على غرار الرئيس المنقلب عليه محمد مرسي الذي قال لن نترك غزة وحدها، وبعدها كان القرار جاهزا..
أَلَستِ دِمَشقُ لِلإِسلامِ ظِئرًا
وَمُرضِعَةُ الأُبُــــــوَّةِ لا تُعَقُّ
سَلي مَن راعَ غيدَكِ بَعدَ وَهنٍ
أَبَينَ فُؤادِهِ وَالصَـــــــخرِ فَرقُ
لقد أرضعت أبوتنا وها قد عققنا يا دمشق.... وحقا ليس بين قلب من روع أطفالك وبناتك والصخر فرق..
.. وبعد.. يا كتاب مصر.. يا أدباء مصر.. يا كتاب العرب.. يا شعراءها.. ألا تحتاج الشام منا وقفة تضامنية مع شعبها لا مع نظامها ولا ثورتها لندعو الأمة العربي أن تذهب إلى دمشق.. مطلوب 400 مليون عربي أن يذهبوا لسوريا محملين بالحب للشام الذي سيبقى مقر ثاني دولة إسلامية امتدت من دمشق إلى الصين.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
26/08/2016
875