كتاب التقاعد الذي عادة يصل الموظف يعور القلب، خاصةً عندما يكون الموظف مديوناً وعليه التزامات لا حصر لها، لها أول مالها آخر، حالة صعبة من الناحية النفسية يدخل فيها الموظف وتنطوي على وجع وانكسار.
بمجرد بلوغك الستين زايد ناقص يأتيك كتاب التقاعد هادم اللذات ومفرق الزملاء والأحبة والجماعات، ويجب عليك بتسوية الأوضاع وعمل إجراءات إخلاء الطرف، دون أن يرف لك طرف، وتصاب بحالة من القرف، أو الزهايمر والخرف.
التقاعد ليس سهلا على الإطلاق بالنسبة للمديون، أو المعدد وله من الصغار بنات وبنون، التقاعد والتوقف عن العمل أمر مرعب مزعج، يزيد من منغصات الحياة، ويشعرك ربما بالإحباط، ووجع السياط، الكثير من الناس
ترتبط بالوظيفة ارتباطًا وثيقًا ولهم بصمة وأثر حسن وقادرون على العطاء ومتميزون وعلى الرغم من كل هذه العوامل يأتيهم كتاب التقاعد، ربما يتفاجؤون وربما يجدون الأمر صعبا عليهم للغاية، التقاعد يؤدي إلى العديد من التداعيات السلبية والاضطرابات النفسية، خاصة بعد العمل الجاد والمثابرة والتفاني، وجع يلاحق المتقاعدون الذين يتركون مواقعهم، دون أن يكون هناك لهم عمل أو أمل غير رواتبهم المقطعة المستنزفة، وليس لهم فرص للعمل بحكم السن والعمر، وربما ينظر العض لهم بأنهم أقل كفاءة وأقل حماسا وأقل قدرة على العمل من جديد، المتقاعد يتعرض لضغوط كبيرة تجعله عرضة للمعاناة من مشاعر الضيق والقلق والملل، والمشاعر السلبية مثل الشعور بالوحدة والتجاهل والخوف من القادم، والغموض ويدخله في المجهول، وربما الوسوسة، وضيقة الخلق، والعصبية، ومشاعر معقدة في ظل ظروف صعبة ومشاعر معقدة، والتزامات بنكية ومتطلبات أسرية، التقاعد يدخلك في حالة حزن، بعد مشوار مهني مشرف كان مصدر اعتزاز لك، ثم ذهب كل هذا فجأة، بمجرد وصول كتاب التقاعد لك.
تنتهي مسيرة مهنية حافلة بالنجاحات والإنجازات والإبداعات تنتهي بالتقاعد القسري، وينتهي معه كل شيء،
قد يتأثر الكثيرون بالتقاعد سلبياً، وربما يفرح البعض بالتقاعد، لكل قاعدة استثناء، ولكن لا يزال التقاعد موجعاً، في ظل هذا الغلاء والبلاء، كم زعلت بوصول كتاب التقاعد لعدد من الزملاء والأخوة الأحبة إيذاناً بتقاعدهم، وكم تمنيت أن يكون الكتاب أكثر رأفة، وأقل بؤساً، على زملائي الضحوكين المبتسمين الطيبين أصحاب الأرواح الطاهرة، كنسمة الهواء الرقيقة، المحبين الودودين الطيبين البشوشين الذين غرسوا وروداً في أرواحنا، هم أجمل الناس وأجمل الذكريات، نسأل الله لهم التوفيق، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
