+ A
A -
حمل الآباء كهولتهم.. وتحاملوا على عصيهم.. وحملت الأمهات دموعهن.. والأخوات شوقهن.. والإخوة عزتهم، والزوجات شغفهن، والأبناء براءتهم.. وذهبوا إلى اللحظة التي سيلتقون فيها من انتظروهم عشرات السنين وآلاف الأيام بنهارها وليلها ببردها وحرها.. ذهبوا إلى المعابر التي سيطل منها العائدون من خلف قضبان السجان الصهيوني.. منهم من سُجن في تهمة ملفقة، ومنهم من سُجن في قضية دفاع عن نفس ووطن.. وكلهم عاشوا سنين طوالا في ظلام السجن ونوره..
أمس عشت على الهواء مباشرة بفضل هذا المدعو «فيسبوك»، وابن عمه اليوتيوب.. أشاهد المساجين الذين قضوا فترة محكوميتهم.. ما بين عشر سنين وعشرين سنة.. وكم كان اللقاء مؤثرا.. السجين خارج من السجن رافع الرأس، مسرع الخطى ليركع ساجدا شاكرا الله ليحتضن والده، ويضم أمه ويقبل رأس أخته.. التي زغردت بيوم عودة شقيق غاب عنها آلاف الايام.. يقول سجين: فرحتنا الكبرى يوم يخرج جميع المساجين وقد تحرر الوطن.. وعم السلام بلاد العرب..
حكايات المساجين العرب في سجون اسرائيل.. حكايات توثق وتكتب بحبر من ذهب بدءا من السجن حتى الموت أو الخروج سالمين معافين..
ومن الحكايات ان معظم المساجين الذين دخلوا السجن تحدوا السجان بالقراءة.. وبالتعليم.. فمنهم من اصبح دكتورا كما الدكتور مروان البرغوثي.. الذي ناقش رسالته على الهواء مباشرة مع لجنة القاهرة.. ومنهم من أصبح مهندسا.. في انتظار يوم الحرية.
فرحت لخروج ابن أخي من السجن وقد نال فيه شهادته الجامعية العليا والمتوسطة.. فرحت لخروج الطفل الذي شارك ابني الرضاعة وبات شقيقه.. ولكن الألم لا يزال يعتصر القلب ومروان البرغوثي في السجن وعبد الله غالب البرغوثي في السجن يقضيان أحكاما بعشرات المؤبدات وآلاف السنين.. التي أسأل الله أن يكتب لهم عمرا بعددها ليخرجوا إلى الحرية يوما ما وفلسطين حرة عربية.
خروج السجين عيد.. والشهادة فرح.. في وطن تجده يستقبل عائدا من سجن ويودع شهيدا في غزة.. ويغني في عرس ابن سجين.
شعب حي.. وسينال حريته في يوم من الأيام بإذن الله وسترحل الصهيونية عن بلادنا التي تلفظها كل يوم.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
23/08/2016
1122