+ A
A -

اللعن والشتم والسب انتشر في كل مكان وساد، ولا يخلو منه مجلس ولا إدارة ولا قسم ولا مكتب ! لعان وبذاءة لسان لا حصر لها، في الإعلام ومنصات التواصل وفي كل مكان، والقيل والقال في الليل والنهار، والسفاهة باتت تتفشى بين الأشقاء والأخوة والزملاء، بين الجيران والخلان، لم يسلم منها وضيع ولا رفيع مقام، لا شيخ، لا عالم، لا علّامة، البعض يخوض في العورات، ويخوض في قذارة الكلام المبطن والصريح، شاع الفحش، وساءت السلوكيات، والكلام في العورات، والتشكيك بالقدرات، والتهوين من الآخر، سفاهة لم يسلم منها حي ولا ميت، لا شيخ سديد ولا بطل شهيد، سفاهة لا يمكن أن تتفق مع أخلاق المؤمن، الإيمان عفة، عفة عن المحارم، والإيمان لسان نظيف، وأثر حسن، يروى أن رجلاً هدد أن يدوس خصومه بحذائه، فقال خصومه: نرضى أن نداس بحذائك، لأنه أنظف من لسانك ! لا شيء يقزم الشخص سواء رجل أم امرأة، كبذاءة اللسان، كالفحش في القول، كتسمية العورات، وذكر (س) أو (ص) بأقبح الصفات، كل الفحش في السباب واللعان والاتهام، وأهلنا لهم مثل رائع في هذه المسألة يقول (كلّ يرى الناس بعين طبعه)، والذي فيه شوكة تنغزه، إذا كان الإنسان قذرا يتوهم أن الناس ملطخون بالقذارة مثله، وإذا كان مخادعًا يتوهم أن الناس مخادعون، النظيف نظيف، والمستقيم مستقيم، في سريرته وعلانيته، سره كجهره، خلوته كجلوته.

السباب واللعان والشتم مرض، نفاق، سمها ما شئت، ضبط اللسان جزء من الإيمان ومن المروءة ومن الخلق: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ حتى يَأْمَنُ جاره بوائقه.

الإنسان العاقل لا يتكلم بالعورات «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ، وَلا بِلَعَّانٍ، وَلا الْفَاحِشِ الْبَذِيءِ».

يقال كان هناك رجل أنيق جداً، تكلم كلاماً بذيئاً جداً، فقال له أحدهم: إما أن تلبس مثل كلامك، أو تتكلم مثل لباسك، هذا الكلام لا تناسبه هذه الأناقة، فإذا كان كلامك بهذا الشكل، فالبس لباسًا يتناسب مع كلامك!

الآدمي (السنع) مغسول ألف مرة لسانه، نظيف، طيب لا يقول إلا طيبا، أما أولئك الكلاب المسعورة، والذباب الإلكتروني الأسود الغبي السفيه، التي لا يوجد لها أدب، لا يوجد لها حياء، ولا خجل أبدا، الذين يضربون الأسافين بين أبناء الإقليم الواحد، والذين لا يألون في المشايخ والعلماء إلاً ولا ذمة ! البذاؤون الشتامون اللعّانون الذين بينهم وبين الأخلاق والاستقامة مسافات بعيدة، فليخسؤوا ! إنهم في سقوط أخلاقي لا حدود له ! إنهم إلى مزابل التاريخ أقرب، سيمضون وينتهون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ختاما.. نعزي أنفسنا وأهله الكرام والأمة الإسلامية بوفاة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله وجعل مقامه في عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وعلى الخير والمحبة نلتقي.

copy short url   نسخ
29/09/2022
35