+ A
A -
كتب - محمد الجعبري
شاركت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أمس، في فعالية «مؤسستي»، التي أُقيمت بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس مؤسسة قطر، بمشاركة أعضاء المؤسسة وشركائها، وذلك في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.
كما شارك في الفعالية سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء، وممثلون عن القطاعات الوطنية التعليمية والاقتصادية والصحية، إلى جانب أفراد مجتمع مؤسسة قطر، من موظفين، وطلاب، ومعلمين، وأعضاء هيئات التدريس، وباحثين.
أقيمت خلال الفعالية جلسة نقاشية أدارتها سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، وشارك فيها متحدثون من جهات مختلفة لمناقشة أهمية التعاون وتعزيز الجهود المشتركة، وهو ما يُمثّل أحد أهم مبادئ مؤسسة قطر، ومساعيها في مسيرة دعم دولة قطر، وتنمية قدراتها البشرية، وتمكين أفراد مجتمعها من إدراك إمكاناتهم.
خلال الجلسة النقاشية، قالت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر:«يسرني أن أرى وجوهًا لطالما كانت حاضرة في إنجازات هذه المؤسسة. كان التحدّي هو إقناع الآخرين لإحداث التغيير الإيجابي من أجل بناء وطن، وبناء الإنسان القطري، وذلك من خلال التعليم. لأن التعليم هو الثروة الحقيقية، لقد حرصنا على أن يكون التعليم مبنيًا على موروثاتنا وليس لاغيًا لها».
أضافت صاحبة السمو:«من خلال اطلاعي على أنشطة اليوم، سعدتُ بالثقة التي يُبديها الشباب القطري كما عهدناه، معتزًا بثقافته وهويته، ومتحدثًا بلغته العربية. هذا ما سعينا لتكوينه من خلال مؤسسة قطر وتكريسه بالتعاون مع المؤسسات التربوية في قطر، كان ذلك حلمًا وتحوّل إلى حقيقة بفضل مؤسسة قطر وشركائها».
كذلك عبّرت صاحبة السمو عن فخرها بجميع الطلاب القطريين وغير القطريين بالنيابة عن كافة مؤسسي مؤسسة قطر وأعضاء الهيئة التدريسية.
كما شارك في الجلسة النقاشية سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، مساعد وزير الخارجية والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، وسعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة، والدكتور حسن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر، والسيد دومينيك جينيتي، نائب الرئيس والمدير التنفيذي للمشاريع المشتركة في إكسون موبيل قطر، وتطرق المتحدثون لمدى استفادة دولة قطر من التعاون، وسُبل تعزيزه وأهميته بالنسبة لمستقبل البلاد.
من جانبها قالت سعادة الشيخة هند، أمام الحضور: «ركّزت مؤسسة قطر طوال مسيرتها على الإنتاج المعرفي، وتوليد الأفكار ووجهات النظر الجديدة، ورعاية المواهب، ومشاركة ذلك كله مع العالم انطلاقًا من رؤيتنا الفريدة كدولة تفخر بتراثها العربي والإسلامي».
وأضافت سعادتها: «اليوم، وصلنا إلى مرحلة مهمة في رحلتنا، وحان الوقت لنسأل أنفسنا: أين سنتجه من هنا؟ وكيف يمكننا المحافظة على استمرارية هذا النجاح؟ وما الذي يتعين علينا فعله لتحديد الأهداف التي نطمح لتحقيقها؟».
تابعت سعادة الشيخة هند: «بالنسبة لمؤسسة قطر، أعتقد أن إجابة هذا السؤال تكمن في كل عنصر من منظومتنا التي تقوم على مساعدة بعضنا البعض. نحن بحاجة إلى تركيز تعاوننا كي يتمكن كلٌ منا من رؤية الصورة كاملة، وإدراك ما يترتب علينا من مسؤوليات لتحقيق ذلك، فمؤسسة قطر هي منصة تتيح المشاركة والتفاعل للجميع».
أوضحت سعادة الشيخة هند أن التعاون هو إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها مؤسسة قطر قائلة: «منذ اليوم الأول وحتى السنة الخامسة والعشرين، عملنا على تسهيل عملية تسجيل الطلاب في الصفوف بمختلف الجامعات، وتطوير الأبحاث حول التوحد، وتقديم الدعم للمبتكرين من الشباب العربي، وإثراء مهارات الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتمكين الجامعات والشركات التكنولوجية والمدارس والمؤسسات الفكرية وخبراء الصحة والعلماء الإسلاميين ليُكّمل كل منهم الآخر وتحقيق الفائدة المتوخاة».
من جهتها، قالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر مساعد وزير الخارجية، والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية: «مهما بلغت درجة الجودة التي تميز أي نظام في العالم، فإنه يعتمد على المُدخلات، لن تكون الرسالة التي نشارك بها العالم قوية كفاية كالركائز المتوفرة لدينا، بالتالي فإن أفضل الطرق التي نتواصل بها مع العالم هي بتوفير التعليم الجيّد والخدمات الصحية النوعية والمناهج البحثية التي نتبعها بالإضافة إلى جودة هذه البحوث، ناهيك عن تطوير معارف الناس ومهاراتهم. تلك هي أقوى الرسائل نشاركها».
أضافت سعادتها:«تشكل مؤسسة قطر إحدى دعائم هذه الرسالة القوية التي نعمل على إيصالها. هذه الإنجازات التي تم تحقيقها، والجهود العظيمة التي تم بذلها، لا تعود بالنفع فقط على دولة قطر فحسب، وإنما على المنطقة بأكملها والعالم، هذه مسألة مهمة جدًا، لا بدّ وأن نحرص على إيصالها للعالم».
في حديث للدكتور حسن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر، عن التعاون التاريخي بين مؤسسة قطر وجامعة قطر، قال خلال الجلسة النقاشية:«لقد تم تأسيس مؤسسة قطر بناء على رؤية أحدثت التغيير الإيجابي في تصوراتنا، وألهمتنا للتفكير بشكل خارج عن المألوف».
وأضاف:«يسرنا التعاون مع الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر التي من خلالها أُتيحت لنا فرصة العمل جنبًا إلى جنب في مجالات البحوث، والتعليم، وتبادل الخبرات والكفاءات، لم يكن لهذه الفرصة أن تتحقق لولا وجود مؤسسة قطر، نحن اليوم لدينا فرصة ذهبية للمضي قدمًا في آفاق أكثر رحابة، منطلقين مجددًا ممّا حققناه سويًا على مدى السنوات الـ 25 الماضية».
أوضح السيد دومينيك جينيتي، نائب الرئيس والمدير التنفيذي للمشاريع المشتركة في إكسون موبيل قطر خلال مشاركته في الجلسة إن الشراكة مع مؤسسة قطر كانت في «محلّها تمامًا»، قائلاً:«إننا نتشارك مع مؤسسة قطر في قيم عديدة، بما فيها أهمية التعليم والصحة والبحوث والتكنولوجيا في تطوير المجتمعات لتصبح قائمة على المعرفة. إذا نظرنا إلى ما قبل 25 عامًا، فمن المدهش أن نرى ما حققه التعاون فيما بيننا داخل دولة قطر. هذه هي ثمرة المساعي طويلة الأجل التي التزمنا بها لسنوات، بل لعقود، والفوائد الكامنة فيها»، وأضاف:«يمكننا تحقيق المزيد معًا إذا ما حرصنا على تحديد أهدافنا الاستراتيجية وتعزيز جهودنا في هذا المجال وتوحيدها، سواء عبر الجامعات، والبحوث، والقطاع الخاص، لنسير معًا في اتجاه واحد».
من جانبه، قال سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة: «ساهمت مؤسسة قطر في دخول قطر إلى القرن الواحد والعشرين، من خلال دعمها الدائم لقطاع الرعاية الصحية في دولتنا، وهذا يعدّ النواة الرئيسية. نحن نتطلع إلى بناء القدرات البشرية وتطويرها في مجال الرعاية الصحية، ومجتمع قوامه سكان أصحاء بما يمكّن الناس من العيش حياة أكثر صحة وأكثر إنتاجية».
وأضاف سعادته:«من خلال الدعم المستمر وتعاوننا مع مؤسسة قطر، فإننا نسعى معًا إلى بناء نظام رعاية صحية يتميز بالقيمة المضافة التي نعمل من أجلها في المستقبل. وعليه، فإننا نتطلع إلى تطوير البحوث الهادفة وتعزيز الابتكار، ضمن أفضل الممارسات التي تعمل بها مؤسسة قطر والمعاهد البحثية التابعة لها، التي تحدث تأثيرات إيجابية في قطر والعالم بأسره، وهذا ما يُساهم في مواجهة التحديات الصحية المعاصرة».
تهدف فعالية «مؤسستي» التي تشكّل محطة مهمة في مسيرة مؤسسة قطر، إلى تسليط الضوء على دور المؤسسة في المساهمة بتكريس دور دولة قطر الريادي على المستوى العالمي، كما هدفت إلى مناقشة ما أحرزته مؤسسة قطر من إنجازات ونجاحات منذ تأسيسها في عام 1995 وتطلعاتها المستقبلية. تضمنّت فعالية مؤسستي سلسلة من مناقشات «اكتشف مؤسسة قطر»، والتي سلّطت الضوء على الموضوعات والمبادرات التي تقع في صميم أعمال مؤسسة قطر، إلى جانب مجموعة من الأنشطة المخصصة لمجتمع مؤسسة قطر. في ختام الفعالية، تسلّمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر هدية مميزة من رسائل وصور مقدمة من طلاب مدارس مؤسسة قطر وجامعاتها.
copy short url   نسخ
05/02/2020
1800