+ A
A -

كتبَ القسيسُ ألفارو القرطبيّ في مذكّراته، متذمراً من الحال التي وصل إليها شبابُ نصارى الأندلس، قائلاً:
يا لحسرتي وأنا أرى الموهوبين من شبابِ النصارى يحرصونَ على اللغة العربيّة أكثر من حرصهم على لغتنا، وإنّ أحدهم ليحفظُ بعض كلام العربِ وغزلهم، ليتباهى به أمام حبيبته!
ما ذكرَه ألفارو في مذكّراته يندرجُ ضمنَ ما ذكره ابنُ خلدون في مقدّمته: «المغلوبُ مولعٌ دوماً بتقليد الغالب»! وما لا أفهمه شخصيّاً، لماذا لا يكتفي المغلوبُ بالهزيمة العسكريّة، ويصرُّ أن يجعلَ معها هزيمةً ثقافيّة، فالهزيمة العسكريّة هي خسارة معركة، بينما الهزيمة الثّقافيّة هي خسارة الحربِ كلّها!
طبعاً، تعلّم لغاتِ الآخرين لا شيء فيه، أعداءً كانوا أم أصدقاءً، على العكسِ تماماً هو مطلب حياتيّ، وإن كان من تعلّم لغة قومٍ فقد أمِنَ مكرهم لا يصحُّ حديثاً، إلا أنّه يصحُّ واقعاً، ناهيك أنّه ليس بالضرورة أن تكون العلاقة بين الأمم علاقة حرب كلّها، فالنّاسُ محكومون بالتواصل فيما بينهم بغضّ النّظر عن شكل العلاقة التي تجمعهم!
ولكن تعلّم لغة قومٍ شيء، واستخدامها بين أهلكَ وناسكَ بغرض التباهي شيء آخر، فبإمكانك أن تكون «كيوت» دون أن تكون مايعاً! وجملة كـ«هاي.. كيفك.. سافا» التي تجمع ثلاث كلمات كلّ كلمة من لغة، فيها من السماجة أكثر مما فيها من الكيتنة! والكيتنة لفظة اشتققتها من كيوت سدد الله قلمي!
تباً لكم، وتباً هذه مرادفة لكلمة SHIT التي تستخدمونها عند كلّ مأزق خطير، ومصيبة تلم بكم، كانكسار ظفر أحدكم!
من أخبركم أن BONJOUR أكثر شاعريّة من صباحكِ سُكّر
وأنّ I MISSED YOU أكثر لهفةً من اشتقتُ إليك
وأن HUG ME أكثر حناناً من ضمّني
مساكين لأنكم لا تعرفون أية فتنة تكمن في أن يفتح أحدكم ذراعيه لامرأته ويقول لها: تعالي!
بعض الإيماءات أبلغ من لغتكم المستوردة كلها!
شخصيّاً أفهم هذا الأسلوب إذا استخدمته الفتيات، لأنه أكثر تماشياً مع فطرتهنّ في الغنج والدلال، مع تحفظي عليه، إذ أُفرّقُ بين المياعة والرّقة، ويؤسفني أن التفهم هو أكثر ما يمكنني فعله! أما أنتم معشر الشّباب، فهذا تصرّف لا أفهمه، ولن أحاول أن أتفهمه! اخشوشنوا قليلاً فالنّساء يُحببن الرجولة كما تُحبّون أنتم الأنوثة وأكثر! اخشوشنوا في لسانكم كخطوة أولى تسبق تصرّفاتكم، لأني أخشى إن عاد مجد هذه الأمة وأنتم على هذه الحال أن يُفرض عليكم الحجاب!
copy short url   نسخ
20/08/2016
5264