المألوف هو التفكير في الأمور العادية: بيتك، عملك، أولادك، كل هذه أشياء عادية نقوم بها كل يوم بنفس الطريقة، أما خارج المألوف فهو التفكير خارج إطارك العادي هو نظرتنا الأخرى للأشياء، هو فرصة للسياحة في أعماق التفكير لكي نستكشف الجوانب الأخرى للأشياء.
إن التفكير خارج الصندوق محاولة لتوليد أفكار إبداعية بعيدة عن الرتابة والملل، كما نجد هناك شكلا من أشكال التفكير خارج الصندوق وهو (العصف الذهني) وهو محاولة لابتكار أفكار لحل مشكلة ما بطريقة الالتفاف بأفكار حول المشكلة والنظر إليها من أكثر من جانب مع تطويقها واقتحامها بسيل من الأفكار والحيل الممكنة هي تتمثل في الأفكار التي تتولد بنشاط وسرعة تشبه العاصفة. العصف الذهني هو استنفار كل الأفكار والحلول لمشكلة ما واستحضار كل الفئات، وهذا يكون له الأثر في إدارة الشركات، وذلك استدعاء أفكار كل المسؤولين والخبراء وأصحاب الاختصاص وأيضا مشاركة الفئات المستفادة بمشاركة أفكارهم مثلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تدار الحوارات الممتدة حتى نحصل على كمية من الأفكار والحلول في شكل عاصفة، بحيث نغطي كل الجوانب والآراء الخاصة بالمشكلة.
أحيانا مسافة الاتصال بين الحاكم والشعب تكون أقصر من مسافة الاتصال بين الشعب والحاكم، وقد تناقش الأمور خلف الأبواب المغلقة، وأيضا مراسم التنفيذ تكون في غياب أصحاب الشأن وهم المعنيين بكل ذلك ويكون هذا هو المألوف.
ولكن عندما نعبر خارج المألوف نحظى بالتفكير خارج الصندوق من خلال الالتحام بين القيادة والشعب وهو النتاج الطبيعي للتفكير خارج الصندوق، وذلك بممارسة حق تقرير المصير والإشراك في حل المشكلات عن طريق العصف الذهني.
الخروج عن المألوف معناه أن نكون خارج القوالب التقليدية وكسر الحواجز التي صنعتها فكرة القطيع أن تكون أنت ولا تتشابه مع أحد، فالخروج من المألوف هو تعميق لإنسانيتك وغوص في ذاتك وإخراج ما يعطيك القدرة على التحليق بعيدا عن الصور المتكررة.
إن الرتابة التي سيطرت علينا خوفا من خوض تجربة التغيير التي قد تكون محفوفة بشيء من الخطر يمنعنا من الإبداع والإتيان بالأروع، فالمرأة عندما تضفي شيئا من التغيير على بيتها وتعاملها ومظهرها، وحتى خلق طرق جديدة في التعامل مع زوجها وأولادها هي بذلك تضع صمام أمان لحياتها وتضمن سعادة أسرتها واستمرارها.
أيضا المعلم عندما يبتكر سبلا جديدة في التدريس سوف يلاحظ أن مستوى الاستيعاب والاستمتاع قد ارتفع فيضمن نجاح وحب تلاميذه.
لقد قام أحد المصانع بعمل اختبار للمتقدمين للالتحاق بالعمل في المصنع لمعرفة طريقة تفكيرهم ومدى تقبلهم لفكر التفكير خارج الصندوق، فطرح عليهم سؤال:
«إذا كنت تقود سيارتك في ليلة عاصفة جدا وفي طريقك مررت بموقف الحافلات ورأيت ثلاثة أشخاص ينتظرون وصول الحافلة:
1- امرأة عجوز لا تستطيع المشي.
2- صديق قديم قام بإنقاذ حياتك.
3- خطيبتك التي سوف تصبح زوجتك.
وكان لديك متسع في سيارتك لشخص واحد فأيهم ستقله معك؟
إذن نفكر بالطريقة العادية بصوت عال: من المفروض نقل العجوز لأنها لا تستطيع المشي فننقذ حياتها، أو تأخذ صديقك القديم لأنه أنقذ حياتك قبل ذلك فحان موعد رد الجميل، أو تأخذ خطيبتك لأنها زوجة المستقبل وهي تحت حمايتك».
لم يستطع الإجابة عن هذا السؤال من بين 200 شخص إلا شخص واحد فكانت إجابته بمنتهى البساطة على النحو التالي: «سأعطي مفتاح السيارة لصديقى القديم ويأخذ معه المرأة العجوز ليوصلها وأبقى أنا مع خطيبتي أحميها وأنتظر معها حتى وصول الحافلة».
إذن هذا الشخص خرج عن المألوف أو الحلول التقليدية وفكر أكثر، هذه هي فكرة الخروج خارج الصندوق، أن تدع أفكارك المعتادة وتفكر بمنظور آخر إبداعي. إن الخروج عن المألوف يعطينا فرصة لتنافس العقول والنجاح والحصول على نتائج جيدة، فالعلماء الذين قاموا باختراع السيارة والطائرة والمصاعد وكل الاختراعات التي نستمتع بها حاليا هم أناس طبيعيون ولكنهم فكروا خارج المألوف.
كاتبة سودانية