+ A
A -
دخلت يافا بعد النكسة عام 1967 مع بعض من كانوا يعرفون يافا قبل «النكبة» عام 1948 فوجدوا أن يافا كما تركوها حين هاجروا منها.. وقد سكن بيوتها المهجورة يهود قادمون من اوروبا واميركا.. حتى البيت الذي أصيب بقذيفة لم يتم ترميمه.. وبقي على حاله.
كان اليهود يتوقعون أن يلقى بهم في البحر.. هكذا كان يقول الإعلامي المشهور.. أحمد سعيد الذي ملأ الارض ضجيجا بقوله «تجوع يا سمك» مخاطبا سمك البحر الأبيض المتوسط.. لأنه سيتم إلقاء اليهود فيه.
في العام 1984 زرت يافا وحيفا وتل الربيع واللد والرملة والناصرة فوجدت مشهدا آخر.. أبراج تعانق السماء..مطاعم وفنادق وسياحة.. فقد اطمأنت اسرائيل بعد توقيع اتفاقية السلام وإبعاد مصر عن جبهة القتال.
ثم زرت فلسطين بعد اتفاقيات وادي ريفر ووادي عربة وكامب ديفيد واوسلو.. فوجدت شولومو يتمدد عاريا على شاطئ يافا..
أخيرا وكما تقول وكالات الانباء ان اسرائيل سحبت كل قواتها من الحدود الآمنة وتدرب فتيات جميلات لتتولى الحراسة الليلية والنهارية مع حدودها مع الدول التي تربطها بها اتفاقيات سلام.. فيما ستبقي على قوتها العسكرية على حدودها مع غزة ولبنان والجولان.... وسوف تطمئن أمهات جنودنا العرب الذين سيخدمون على الحدود وبدل توديعهم بالدموع خوفا على عدم عودتهم كما كان يحصل قبل زيارة الرئيس الراحل أنور السادات إلى القدس وإلقاء خطابه الشهير في الكنيست وحديثه «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها».. وقد جنحت مصر وتبعتها الأردن ثم السلطة.. وباقي العرب جانحون ضمنيا.. وباتت الخدمة على الحدود شبه آمنة ستودعهم بالورود.
خاصة وان الدواعش لا علاقة لهم بالحدود مع اسرائيل فهمهم هو قتل الإنسان المسلم.. وتشويه سمعة الإسلام.
ومع وجود مجندات جميلات على الطرف الآخر ستصبح الخدمة مطلوبة على الحدود للتمتع بالكوشر والوجه الحسن.

نبضة أخيرة
لم أشهد في العصر الحديث غضبة على كاتب عربي أو مسلم كما الغضبة على ناهض حتر.. ومن قبله سلمان رشدي.. فكلاهما مس الذات الإلهية ومس معتقدات أكثر من ملياري مؤمن.. رشدي نجا.. فهل ينجو حتر؟

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
17/08/2016
914