+ A
A -
جريدة الوطن
نيويورك /قنا/ أكد السيد سامويل وربيرغ المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن العلاقات الأمريكية - القطرية تمر حاليا بأفضل حالاتها خلال أكثر من خمسين عاما.

وفي حوار لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ من نيويورك على هامش اجتماعات الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة قال وربيرغ: "علاقات البلدين في أوج ازدهارها، وأفضل حالاتها خلال 50 عاما من علاقات دبلوماسية مميزة"، وأضاف: "تشمل علاقات التعاون بين البلدين مختلف المجالات، ومنها الطاقة والدفاع، بالإضافة إلى مجالات أخرى مثل: التعاون الاقتصادي والتعليم، والأمن الغذائي والكيماويات والرعاية الصحية".

وأشار إلى أن العلاقات الأمريكية - القطرية قوية، وتقوم على مجموعة من الأسس الثابتة على طريق بناء وتعزيز التعاون الاستراتيجي والتشاور المتواصل بين القيادتين والبلدين الصديقين، بما يخدم أهدافهما ومصالحهما المشتركة، ويسهم في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي والسلام العالمي.

وأوضح أن الولايات المتحدة وقطر عبرتا عن دعمهما القوي لتوسيع العلاقات الثنائية والتزامهما المشترك بتعزيز التعاون والسلام والرخاء العالميين، والتزامهما بتعزيز التجارة والاستثمار، كما أن هناك تعاونا كبيرا بين البلدين في العديد من الملفات المهمة التي تخدم مصالح البلدين والمنطقة والعالم من بينها التصدي لجائحة /كوفيد - 19/، وتبني ملف مشترك لمكافحة وتمويل الإرهاب في العالم.

كما أشاد وربيرغ برؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، التي قادت قطر نحو التقدم والازدهار، بما رسخ مكانتها في الاقتصاد العالمي، وعزز دورها على الصعيد الدولي، مشيرا إلى أن مشاركة سمو الأمير في أعمال الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تأتي ودولة قطر في أوج نجاحها على الساحة الدولية، ما عكس القوة التي تتمتع بها، ومكانتها العالمية، ودورها المؤثر على مستوى العالم، الذي فاق الحدود، ونجاح في تقديم رسائل تفاؤل وسلام للعالم.

وانتقل سامويل وربيرغ بالحديث إلى تصنيف الكونغرس لدولة قطر "حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي /الناتو/"، قائلا: "يأتي هذا التصنيف عقب المباحثات التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في أول لقاء قمة يعقده مع قائد خليجي في البيت الأبيض منذ توليه الرئاسة قبل عام، حيث قال بايدن حينها: إن تصنيف قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة هو اعتراف بمصلحتنا الوطنية في تعميق التعاون الدفاعي والأمني معها".

وأضاف أن تسمية دولة كحليف رئيسي غير عضو في حلف الناتو تعد رسالة رمزية لقوة العلاقات الوثيقة التي تربط الولايات المتحدة بتلك الدولة، كما أن هذا التصنيف يفتح نطاقا جديدا للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما في ذلك العسكرية.

وأكد وربيرغ أن التصنيف الجديد سيوفر لقطر فوائد من حيث توثيق التعاون الأمني والمشتريات العسكرية، كما أن هذا التصنيف يؤكد عمق ومتانة العلاقات الثنائية، معتبرا أن وضع الحليف الرئيسي من خارج حلف الناتو يأتي مع بعض الفوائد اللوجستية، كما أن ميزة هذا التصنيف الأساسية تتمثل في انضمام تلك الدولة إلى الطبقة المميزة من الشركاء.

ولفت إلى أن تصنيف الولايات المتحدة لدولة قطر كحليف من خارج الناتو يعد أمرا مهما بالنسبة لدولة قطر وللولايات المتحدة، وقال: أعتقد أن هذا سيحمل نتائج إيجابية على مستوى العلاقات ليس فقط في التوسع في إحلال السلام، ولكن أيضا على مستوى الأمن القومي للبلدين.

وفي حديثه عن القضية الفلسطينية، أشاد السيد سامويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في حواره مع وكالة الأنباء القطرية من نيويورك بالدور القطري، وثبات قطر في تبنيها لهذه القضية.

وقال: إن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام شهدت تحولا فيما يخص لهجة القادة الإسرائيليين الذين لم يذكروا الوضع الفلسطيني في الأمم المتحدة على مدى سنوات، لكن هذا العام دعا رئيس وزراء إسرائيل إلى العمل على تطبيق حل الدولتين ، وهو ما أعلن عنه من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته لإسرائيل في أغسطس الماضي.

وعن الحرب الروسية في أوكرانيا، أكد أن الرئيس الروسي هو الوحيد الذي يملك مفاتيح الحل السلمي في هذه الأزمة، من خلال إعلانه الانسحاب الفوري من الأراضي الأوكرانية كافة، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستكثف مساعداتها لأوكرانيا ردا على الحرب التي تشنها روسيا على الأراضي الأوكرانية.

وأكد أن الطريقة المثلى لإنهاء هذه الحرب هي السلام والانسحاب من الأراضي الأوكرانية كافة، وفي حالة فشل التوصل إلى حل، سنستمر في مواصلة تعزيز الأوكرانيين في ميدان القتال، حتى يكونوا قادرين، في مرحلة ما، على الجلوس والتوصل إلى حل تقبله أوكرانيا، ويحافظ على أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة في أوروبا.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة مستعدة بالاشتراك مع حلفائها لفرض عقوبات اقتصادية إضافية على روسيا إذا مضت موسكو قدما في حربها ضد أوكرانيا، خاصة أن الحرب لا يقف تأثيرها على حدود الدولتين، بل يمتد إلى كل أرجاء العالم، فقد تفاقمت التوترات في سوق الأغذية أكثر من أي وقت مضى، وهناك تحذيرات من أزمة غذاء عالمية، كما أثرت الحرب الروسية في أوكرانيا على سوق الأسمدة والمحاصيل التي تنتج أوكرانيا الكثير منها، وأدى ذلك بالتالي إلى زيادة حادة في أسعار الأغذية، ولم تتمكن أوكرانيا من تصدير معظم محاصيلها هذا العام، في حين أن إنتاج الأسمدة الذي يحتاج إلى وفرة في الطاقة تعرض لضرر بالغ بسبب أسعار الطاقة المتصاعدة في أنحاء العالم.

أضف إلى ذلك -والحديث لوربيرغ- ما سببته الحرب الروسية في أوكرانيا من أزمة حادة في سوق الطاقة، ومن هنا ندعو منتجي الغاز في جميع أنحاء العالم إلى تحمل مسؤولياتهم فيما يتعلق بالحد من زيادات الأسعار وضمان شفافية الأسواق، وهو الأمر الضروري للإبقاء على الطاقة الإنتاجية للأسمدة في جميع مناطق العالم، وأيضا الحفاظ على أمن إمدادات الطاقة إلى مستويات مقبولة.

وعلق وربيرغ على قيام روسيا بأكبر عملية تجنيد لها منذ الحرب العالمية الثانية، معتبرا أن قيام الرئيس الروسي بتعبئة 300 ألف جندي روسي آخر للقتال يعد تصعيدا كبيرا للحرب التي أودت بالفعل بحياة الآلاف، وشردت الملايين، ودمرت مدنا وألحقت أضرارا بالاقتصاد العالمي، وأحيت مواجهة الحرب الباردة.

وأشار إلى أن قرار التعبئة الجزئية في روسيا "عمل يائس ودليل على فقدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدعم بين حلفائه"، فضلا عن أنه سيثير الغضب بين شعبه.

وألمح إلى تطابق الرؤى بين قطر والولايات المتحدة فيما يتعلق بحل أزمة الطاقة في العالم، وقال: "أزمة الطاقة التي يشهدها العالم حاليا غير مسبوقة، والدور المحوري لقطر والولايات المتحدة واضح للجميع، حيث أعلنت كل من الدولتين ضرورة توفير الغاز بكميات كبيرة في السوق، وهو ما تعهدت به الولايات المتحدة، خاصة لأوروبا".

وأضاف: "يواجه العالم حاليا أزمة طاقة بسبب الافتقار إلى التنسيق العالمي والتخطيط الرشيد والمتوازن للسياسات المتعلقة بالطاقة على مدى عقود عديدة، وقد تحولت أزمة الحرب في أوكرانيا من أزمة سياسية إلى أزمة طاقة، وهنا يجب التأكيد على أن سلع مثل الطاقة والغذاء والدواء تحمِّل مصدّريها مسؤولية تتجاوز المسؤولية التجارية، وذلك بدءًا بالموثوقية واحترام العهود، ومن ناحية أخرى، لا يجوز حظر مرور مثل هذه السلع أو منع تصديرها أو استيرادها في مراحل الأزمات السياسية، وفرض الحصار على الدول، وبالدرجة ذاتها لا يجوز استخدامها أداة في النزاعات، فهي ليست سلاحا.

وأوضح أن الولايات المتحدة من خلال المباحثات والاتصال المباشر مع العديد من الدول المنتجة للنفط والغاز، خاصة في منطقة الخليج، استطاعت أن تحد بشكل كبير من مخاوف نقص إمدادات الطاقة، وما زال العمل جاريا في هذا الاتجاه.

وأشاد السيد سامويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في حواره مع وكالة الأنباء القطرية من نيويورك، بالدور القطري البارز في الملف النووي الإيراني، وقال: "كان لقطر دور بارز في سعيها لحل خلافات الملف النووي الإيراني، فقد استضافت الدوحة في شهر يونيو الماضي جولة محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بهدف إحياء الاتفاق وكسر الجمود في الملف النووي الإيراني، وهي المبادرة التي نالت إشادة الرأي العام العالمي، وأكدت ثقة المجتمع الدولي في الجهود الدبلوماسية لدولة قطر.

وهنا لا بد من الإشارة إلى الدبلوماسية القطرية في حلها للخلافات -والحديث لوربيرغ- حيث تقوم بتوفير الأجواء التي تساعد الأطراف كافة على إنجاح الحوار، على أمل أن تتوج جولة المحادثات غير المباشرة بنتائج إيجابية تسهم في إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بما يدعم ويعزز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويفتح آفاقا جديدة لتعاون وحوار إقليمي أوسع مع إيران.

وأشار إلى أن جولة الدوحة استطاعت أن تقرب وجهات النظر بين الجانبين، وأن تكسر الجمود الذي شاب المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، خاصة أن إجراءات بناء الثقة بين الطرفين كانت التحدي الأكبر أمام دولة قطر، وهو ما نجحت جولة الدوحة في القيام به، والتأسيس لمباحثات فيينا غير المباشرة أيضا بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين، خلال شهر أغسطس الماضي.

وأكد أن اهتمام دولة قطر ومساعيها الكبيرة واتصالاتها المستمرة مع طهران وواشنطن من أجل التوصل إلى أرضية مشتركة للعودة إلى مفاوضات فيينا، تأتي انطلاقا من رغبتها في عودة الأطراف للاتفاق النووي، باعتبار أن هذه الخطوة تشكل ركيزة أساسية للأمن والسلم في المنطقة، وتفتح الآفاق لتعاون وحوار إقليمي أوسع مع إيران، يعود بالخير على الجميع.. وقال: دولة قطر لها خبرة دبلوماسية كبيرة في حلحلة القضايا الكبرى، ويمكنها بكل تأكيد الوصول بمفاوضات الاتفاق النووي إلى مرحلة أفضل بكثير مما هي عليه الآن، والتوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف، وتفضي إلى اتفاق جديد يغلق هذا الملف بشكل كامل.

وأضاف: "لا نعتقد أن الملف النووي الإيراني قد أغلق، أو أن المفاوضات فشلت، ما زال الأمل معقودا في التوصل إلى حل، ومن المعروف أن مثل هذه الملفات تأخذ مساحة كبيرة من الوقت للوصول إلى حلول ترضى عنها الأطراف المعنية، وما زلت متفائلا تجاه هذه القضية".

وفي حديثه عن الملف السوري، أبدى وربيرغ إعجابه الشديد بما ورد في خطاب صاحب السمو أمام الأمم المتحدة فيما يتعلق بالشأن السوري، مؤكدا تطابق الرؤى بين ما قاله صاحب السمو في هذا الشأن، وبين رؤية بلاده لحل الأزمة السورية، منتقدا عجز المجتمع الدولي عن محاسبة مجرمي الحرب في سوريا على ما ارتكبوه في حق الشعب السوري.

ودعا وربيرغ إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يلبي تطلعات الشعب السوري ويتوافق مع بيان "جنيف 1"، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وأعرب عن قلقه حيال استمرار العنف وانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان في سوريا، لا سيما ما ذكره تقرير اللجنة من انعدام الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، واستمرار ممارسات الاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة والاختفاء، والابتزاز بحق السوريين العائدين لمناطقهم، ومصادرة المنازل والممتلكات، وشن الهجمات العشوائية، وقتل المدنيين والأطفال.

ودعا وربيرغ للحذر بشأن الدور الروسي في سوريا، وقال: إن روسيا "تتعمد تعطيل الحلول السلمية في هذا البلد كافة، من خلال إمداد قوات النظام بالأسلحة لقتل الشعب السوري الأعزل، وفي الوقت نفسه تمنع المعونات الغذائية والطبية عنهم في مناطق كثيرة من الأراضي السورية".

وحول استضافة دولة قطر لكأس العالم FIFA قطر 2022، أكد أن هذه الاستضافة ستنعكس إيجابا على دولة قطر والمنطقة عموما، مضيفا أن هذه الاستضافة تعكس عظمة الإنجاز والإعجاز في قطر الصغيرة في مساحتها، القادرة على استضافة أحداث عالمية ضخمة، وهي فرصة أخرى لتثبت قطر قدراتها، ولتقدم نفسها للعالم بشكل كبير يخلق الكثير من الفرص.

وقال في ختام حواره: "على المستوى الشخصي أتمنى فوز بلادي بمركز متقدم في هذه البطولة، لكن كوني دبلوماسيا، لا بد أن أشيد بالجهود الكبيرة التي بذلتها قطر للوصول إلى هذا المستوى الكبير من الإعداد، بما يؤهلها لتقديم دورة غير مسبوقة من تنظيم مثل هذه البطولات، وأيضا سيكون لهذا الحدث التاريخي تأثير ممتد على مدى السنوات المقبلة".

copy short url   نسخ
24/09/2022
10