+ A
A -
السنوسي بسيكري كاتب ليبي
موسكو تتوسع وواشنطن تنسحب:-
التقرير الذي نشرته مجلة فورين بوليسي الشهيرة (Foreign Policy) بتاريخ 15 نوفمبر الجاري، وجاء بعنوان: مستقبل النفط العراقي روسيا (The future of the Iraqi›s oil is Russian)، يذكر كيف أن الشركات الروسية توسعت في عمليات استخراج ونقل النفط العراقي، وأنها أزاحت بعض الشركات الأميركية، كشركة إكسون موبيل (Exxon Mobil) وشركة تشفرون (Chevron)، وكيف أن النفوذ الروسي في العراق، المتسلل عبر البوابة الإيرانية، مهد لحصول شركتي غاز بروم (Gazprom) وروزنفت (Ros Neft) الروسيتين على عقود تنقيب واستخراج وغيرهما برغم العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة عليهما وعلى كل من يتعاقد معهما، وفي ذلك إشارة إلى اضمحلال النفوذ الأميركي في العراق. ويختم التقرير الاستقصائي بالقول إن النفوذ الروسي على النفط العراقي والسوري ليس فقط صدمة اقتصادية طويلة الأمد للولايات المتحدة، بل وسياسية أيضا، وأن من يسيطر على النفط ستكون له اليد الطولى في الجغرافية السياسية للإقليم. ووصف تقرير لموقع «سي إن بي سي» (CNBC) التدافع بين الولايات المتحدة والصين وروسيا بالزلزال الجيوسياسي، تعليقا على انسحاب واشنطن من أماكن حيوية في العالم وملء بكين وموسكو الفراغات.
أيضا نجحت روسيا في اللعب داخل الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، وهي دول أميركية الجنوبية، فقد دخلت موسكو على خط النزاع الداخلي في فنزويلا، ونجحت في تثبيت الرئيس مادورو ضد زعيم المعارضة خوان غويدا المدعوم أمريكيا، وتعاقدات روسيا مع فنزويلا الغنية بالنفط، لتوريد طائرات ومدفعية وغيرها تحسبا لاجتياح كولومبي بدعم من واشنطن، بحجة التصدي للمعارضة الكولومبية المسلحة التي تتخذ من فنزويلا مقرا لها، ويبدو أن المناورة الروسية تؤتي أكلها.
احتمالات المواجهة ومقومات التصعيد:
في ظل هذا التدافع الذي ترجح كفته لصالح روسيا يمكن فهم قلق دوائر صناعة القرار الأميركية من توسع روسي إضافي في ليبيا، والذي ربما يكون من أهم نتائجه طرد الشركات الأميركية النفطية وإحلال الشركات الروسية.
{ عن ( عربي 21)
copy short url   نسخ
06/12/2019
128