+ A
A -
امرأة اتصلت بأهلها في بلد عربي وقالت.. زوجي اقنعني بالانضمام للدواعش وانا مضطرة للذهاب معه واولادي الثلاثة إلى حيث ارض المعركة في الفلوجة..
انتهت المعركة في الفلوجة.. واختفت اخبار البنت وزوجها.. وجاء الخبر من صديق انه استشهد وانضمت زوجته للمجاهدين المنسحبين مع اطفالها..
زوجها كان يعمل طبيبا في المملكة العربية السعودية.. طبيب فعلا وليس عاطلا عن العمل وليس محتاجا، ولديه راتب، ليس فقيرا، فهو طبيب مختص في معالجة الناس فمن الذي غسل دماغه واقنعه بأن يلتحق بالدواعش ليكون واحدا ممن يسببون الاساءة للإسلام من حيث يدرون ولا يدرون.. وكيف لزوجة طبيب وابنة عائلة تقبل أن تلقي بأبنائها إلى التهلكة..وتعرضهم للذبح اذا وقعوا في أيدي منظمات الحشد..
وكيف تسمح اسرعربية وحكومات عربية لبناتها بالسفر لجهاد النكاح.. في الشام وفي العراق..
المشكلة اذن ليست في المشايخ كما يقول المذيع التليفزيوني داوود الشرهان الذي هاجم علماء دين سعوديين اجلاء اصحاب فكر وسطي يدعو إلى التسامح والعمل على خدمة الأمة الإسلامية..
لقد ساهمت الانظمة العربية جميعها في خلق الجهاديين لمقاومة الشيوعية في افغانستان في زمن الحرب الباردة، وكان الجهاديون يحاربون نيابة عن اميركا التي لم تكن تريد الدخول في مواجهة مع روسيا فاوعزت للعرب وللانظمة المنضوية تحت لوائها لانشاء منظمات الجهاديين.. وحين تمرد الجهاديون على الظلم الاميركي.. باتوا مطلوبين للانظمة العربية، ففرخوا الدواعش والنصرة وجنود الحق وغيرها من المنظمات التي فتحت للنواعم الالتحاق بها اما من مكسب مالي أو رغبة في الهروب من الواقع المؤلم الذي تعيشه الكثير من المجتمعات النسائية العربية أو لوجود فكر متطرف يعمل بايحاء من الشيطان لتدمير الاديان وهو هدف الصهيونية العالمية.. التي لم تجد افضل من تدمير البيت من داخله..
فكانت المرأة الضلع الضعيف هي الطريق لنشر رعب النواعم الباحثات عن تفجير الخصر بدل هزه في كباريهات العصر.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
15/08/2016
994