كتب- يوسف بوزيةنظمت شركة سكون لتنظيم الفعاليات sokoun events، أمس، ورشة تدريبية بعنوان «خفايا لغة الجسد» قدمتها الخبيرتان المتخصصتان في قراءة لغة الجسد سارة عبدالرحمن وهاجر عبدالرحمن، تناولتا فيها عدة محاور أهمها الإيماءات التي توحي بالمحبة والقبول.
كيف تكشف المخادعين والكاذبين حولك؟ ما الذي تراعيه في لغة جسدك حتى تظهر ثقتك بنفسك أعلى وتترك تأثيراً أكبر؟ أمور يجب مراعاتها أثناء تحليلك للغة الجسد، لغة جسدك الآن تخدمك في أهدافك أو لا؟ وتمارين وتطبيقات عملية لمعرفة كيفية قراءة لغة الجسد.
وقد تفاعل معهما الحاضرون الذين أفادوا من خبرتهما التدريبية في قراءة لغة الجسد ومعرفة تعبيرات وجه الآخرين في الحياة اليومية، وأكدت الخبيرتان خلال الورشة أن لغة الجسد وما يصدر عنها من إيماءات وحركات تمثل 55 % من التأثير على الأشخاص الآخرين، بينما تمثل نبرة الصوت: 38 % من التأثير، والكلام المنطوق يمثل ما نسبته 7 % من التأثير، فإذا تعارضت الكلمات مع الإشارات غير اللفظية، فإن الإشارة غير اللفظية هي الأصدق، حيث انها تحمل الشعور الحقيقي، وتليها نبرة الصوت التي قد تغير معنى الكلمات..
وفي هذا السياق، قد تحدث في بعض الأحيان صراعات بين الكلمات المنطوقة ولغة الجسد وبشكل لاشعوري لا يصدق المتلقي من يتحدث بما يتعارض مع لغة جسده؛ فعندما يقول أحدهم إنه بخير بينما ينظر إلى أسفل فهذه الحركة توحي للآخرين أن الأمر ليس على ما يرام، وكذلك عندما ينفي أحدهم أمراً بينما هو يومئ برأسه أو يؤكد أمراً وهو يهز كتفيه.. فالإيماءات هي سلوكيات وتصرفات تصدر من الشخص بشكل غير متعمد تفضح فيه مشاعره في اللحظة ذاتها (من العقل اللاواعي).. بينما الإيحاءات هي سلوكيات وتصرفات تصدر من الشخص بشكل متعمد، لإيصال مقصد معين (من العقل الواعي)..
وأشارت الخبيرتان إلى ان لغة الجسد تساعدنا على فهم الأشخاص الذين نتعامل معهم، فهي من أهم مهارات العصر ولها استخدامات متعددة تصب في مصلحة الإنسان فمن خلالها تستطيع صناعة كاريزمتك الخاصة وخلق التأثير الذي تحب وتريد على الآخرين، مع استغنائك عن عنصر «التخمين» لأن قراءة لغة الجسد تتيح لك معرفة وفهم من يتحدث أمامك.
وتجنباً للوقوع في الخطأ، أثناء قراءة لغة الجسد، أشارت الخبيرتان إلى ضرورة التأكد من عدم وجود أمراض قد تصدر بعض العادات مثل الضغط على اليد الذي قد يحدث لدى بعض المصابين بالتهاب المفاصل أو حك الجلد الذي قد يحدث لدى المصابين بالأكزيما، كما يجب مراعاة التغييرات الفسيولوجية مثل جفاف الفم أو التعرق..
واستعرضت الخبيرتان الإيماءات التي تدل على المحبة والقبول مثل انحناء الجفن وإطباق اليدين أسفل ولمعان العين وإمالة الرأس للجانب، بينما تدل (إمالة الرأس إلى أمام) على الاهتمام والانجذاب، وكذلك وضع اليدين على الرقبة، أو لمس الإكسسوارات أو الشعر..
أما علامات الكذب والمماطلة عند الإجابة فيمكن الاستدلال عليها من جفاف الفم أو التأتأة والتلعثم، وكذك علو الصوت، الإجابة قبل إنهاء السؤال، السعال الجاف، تغير سرعة الكلام، اختيار الألفاظ، وتغير طريقة التنفس..
وقد يضطر المخادع بأن يحجب نظره عن المتلقي عندما يسرد كذبته ما يساعده على السرد بأريحية أكبر، فقد يفرك عينيه أو يغمضهما بشكل جزئي أو يرمش بمعدل أكبر أو ينظر لمسافة بعيدة وخالية: ينسج فيها صورة وأحداثا من وحي الخيال.
وعندما يكون المرء منتشيا بالإفلات ويجد مخرجا يبعد عنه الشبهات سيرجع رأسه للخلف ويرتفع حاجباه وتتوسع حدقتا عينيه، كما لو انه منتش مما يفعله ويشعر بنشوة الإفلات الذي يراه أمرا لا يصدق..
من جانبها، أشارت مريم الكعبي، مدربة في تطوير الذات وصاحبة شركة سكون لتنظيم الفعاليات sokoun events.. إلى أهمية الورشة في تنمية المهارات والقدرات لدى الشباب من الجنسين في مجال التنمية البشرية، وتطوير الذات، والخروج بمفاهيم جديدة، يستفيدون بها في مسار حياتهم، مؤكدة ان تنظيم ورشة «خفايا لغة الجسد» يأتي في إطار الفعاليات التي نحرص على تنظيمها لتطوير الذات وبناء الشخصية سواءً للفرد أو للمجتمع، لأن الأفراد هم عماد المجتمع واللبنة الأساسية التي يقوم عليها، وبعلمهم وثقافتهم يمكنهم الارتقاء بمجتمعهم والتعايش بشكل أفضل بكثير من ذي قبل.. وأكدت الكعبي في تصريحات لـ الوطن أن الفرد الذي يهتم بتطوير ذاته سيعيش في حالة من الفخر والرضا عن النفس، يخالطه شعور بالسعادة، خاصة عندما يحقق تقدماً ملحوظاً ويطور نفسه من الداخل والخارج وصولا إلى شعوره بـ «السكون».. فاكتساب المهارات الجديدة تصبح مع الزمن نقاط قوة جديدة، تضاف للإنسان، وبهذا تصبح مداركه أكثر توسعاً وتفتحاً وسيتمكن من الإبداع والتميز سواء في حياته العامة أو في المنصب الذي يشغله.