+ A
A -
تحقيق آمنة العبيدلي

مع التطور التكنولوجي المتواصل، والأجيال المتعاقبة من الهواتف الذكية، وسيل التطبيقات الحديثة الذي لا يتوقف، ومع الخطوات التي تتخذها الدول من أجل التحول الرقمي، واستخدام بطاقات الدفع الإلكتروني تطرأ سلبيات ومخاطر تقض مضاجع الكثيرين ممن لا يكترثون بحماية هواتفهم وحواسيبهم والأرقام السرية لحساباتهم البنكية خاصة وعناوين إيميلاتهم، ومن أبرز المخاطر التي لا تعد وقفا على بلد معين وإنما تجتاح كل الدول عمليات الاختراق التي يقوم بها الهاكرز والمحتالون، فتعرض الهاتف للاختراق يمكن أن يعرض هويته صاحبة وخصوصيته للخطر دون أن يدري أي شيء عن هذا، وما يقال عن الهاتف يقال كذلك الحواسيب بأنواعها وبطاقات الائتمان والدفع الالكتروني.. ويكمن خطر اختراق الهاتف في كون كل شيء الآن موجود عليه ابتداء من الحساب المصرفي إلى عنوان البريد الإلكتروني والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن معرض الصور الخاصة وتطبيقات المحادثات السرية وهذا يعني أنه بمجرد تمكن المجرم من الوصول إلى الهاتف، فإن جميع الأبواب تفتح أمامه على مصاريعها، وبعضهم يستخدم أساليب الاحتيال تلك لابتزاز الأشخاص والحصول منهم على الأموال.

ولهذا قامت «الوطن » باستطلاع آراء مجموعة من المهتمين لتقديم النصائح والإرشادات لحماية هواتفنا وحساباتنا وممارستنا اليومية عبر النت من الاختراق.

محو البيانات المهمة حال صيانة الجهاز

‏قال السيد عبدالعزيز عمر: لابد من الإشارة في البداية إلى أن ما يقال حول الهواتف الذكية يقال أيضا عن الحواسيب والتابلت، فلا تسمح لأحد باستخدامها إلا إذا كان من العائلة ومحل ثقة عندك، وإذا احتاج الجهاز للصيانة، فعليك أن تمحو المعلومات المهمة التي عليه بعد أن تكون قد نسخت منها نسخة احتياطية، لأن هناك جانبا آخر من جوانب الاختراق وهو أن يحصل إنسان ما عديم الضمير أو هاكرز، على معلومات أو صور ذات أهمية، وبعد فترة يرسل لك هذه الصور طالبا منك مبالغ مالية وإلا سيرسل الصور لجهات الاتصال عندك أو ينشرها على الشبكة العنكبوتية بشكل عام، وكثيرا ما سمعنا عن أسر تم تشريدها وبيوت تم هدمها بفعل هؤلاء المجرمين.

‏وأضاف قائلا: للأسف كثير من الناس تحتفظ بصور خاصة لأفراد العائلة على الهواتف والحواسيب، والمجرمون الذين يخترقون الأجهزة لا يتورعون عن الإقدام على سلوكيات خسيسة، فالتطبيقات المختلفة تسهل لهم تركيب وجوه الضحايا على أجساد أخرى لتكوين صور إباحية، لذلك أنصح بعدم الاحتفاظ بصور أفراد العائلة على الأجهزة، ولكن إذا كان لابد من هذا فلا أسمح لكائن من كان بتصفح الجهاز.

الاحتراس من الروابط والتطبيقات الغريبة

قال السيد علي الزيني: هناك طرق عديدة يستخدمها الهاكرز المحتالون لابتزاز الضحية وإجباره على دفع مبالغ مالية مقابل المعلومات، أو حتى سرقة الحساب البنكي وغيرها من الأهداف الدنيئة، ولكن الحمد لله في نفس الوقت تتوفر طرق كثيرة تهدف إلى حماية الهاتف من التجسس أو الاختراق، أهمها عدم فتح أية روابط مجهولة المصدر، فالمحتالون يستطيعون اختراق الهواتف النقالة بهذه الطريقة التي تعتمد على إرسال أو نشر روابط بعناوين جذابة تدفع فضول المتصفح إلى فتحها، فعليك الحذر من أي رابط لا تعرف مصدره، إذ تعد هذه الطريقة أسهل وأخطر طرق الاختراق، وننتقل من الروابط إلى التطبيقات، حيث ننصح بتجنب تثبيت التطبيقات من خارج المتجر الرسمي، وعلى العموم فالشركات الكبرى المصنعة للهواتف الذكية تقوم بفرض قيود صارمة على المطورين لمنع إصدار تطبيقات غير آمنة عبر متاجرها، مما يقلل فرص اختراق الهواتف، إلا أنه في بعض الأحيان قد يقوم أحدنا بتثبيت تطبيق من خارج المتاجر الرسمية، الأمر الذي يترتب عليه احتمالية كبيرة لتعرض جهازه للاختراق في حال لم تكن تلك التطبيقات أو البرامج والألعاب تمتلك نظام حماية صارما.

تحــديـــث كلمـــات المـــرور باســتمـــرار

قالت السيدة العنود جاسم: مثل هذه المشكلات لن تختفي بسهولة ولا نرى ذلك في القريب المنظور، لذلك على كل مواطن ومقيم أن يحترس من اختراق حساباته ويتقن وسائل وسبل هذه الحماية؛ كي يراجعها بين الحين والآخر، لأن المحتالين لا يتوقفون عن تطوير أساليبهم في الاختراق، والقدرة على اكتشافهم تزداد صعوبة بمرور الوقت، وهذا يعني أن المستخدم العادي قد لا يرى الكثير من الهجمات الإلكترونية ولا يدري عنها شيئا! لا داعي للقلق من كل هذا، فيمكنك ببعض الخطوات البسيطة حماية نفسك، وأول هذه الخطوات ألا تترك هاتفك أو تنساه في مكان ما حتى لو كان به رقم سري لتشغيله، فقد أصبح من السهل للهاكرز الوصول إلى الأرقام السرية، كما أيضا لا يسمح لأي أحد غير موثوق فيه أن يتفقد الهاتف بدعوى الاطلاع على مميزاته، كذلك لو احتاج إلى صيانة لابد أن يكون لدى مركز صيانة معتمد وأمين، وعلى الإنسان أن يقوم بحذف أي بتطبيقات ضارة توجد على جهازه، وتحديث كلمات المرور في فترات متقاربة، ويحرص دائما على استخدام رموز معقدة في كلمات المرور لا يمكن تخمينها بسهولة، ولابد من معرفة برامج وتطبيقات الحماية والتخلص من الفيروسات للاستعانة بها.

عدم التحدث مع أشخاص مجهولين

‏قال السيد عبدالرحمن العبدالجبار: النصيحة الأهم هي عدم استخدام أجهزة الهواتف الذكية واللاب توب والتابلت إلا فيما يفيد، كأن يدير أحدنا حساباته البنكية، أو ينجز معاملاته الحكومية أو يرتب شؤونه الخاصة كحجز تذاكر الطيران والفنادق أو في صفقات التجارة الالكترونية، ثم التزود بما يحتاج من معلومات تكون موجودة على مواقع رسمية، فيما عدا ذلك يجب الحذر كل الحذر خاصة في التعامل مع المسنجر والواتس، فعند التحدث مع أحد ما على المسنجر لا تبح له بأسرار خاصة، كما يجب الحذر عند التحدث مع أشخاص مجهولي الهوية، فقد سبق أن تحدث بعض الشباب مع فتيات وفي النهاية اكتشفوا أنهم شباب.

‏وبالنسبة لحماية الهواتف الذكية يتوفر أكثر من خيار فاعل ومفيد فيما يخص برامج الحماية، كما يمكن تحميل أكثر من برنامج حماية الهاتف من الفيروسات مجانا، كل ما في الأمر أن على الواحد منا أن يعرف كيف يفعل هذه التطبيقات والبرامج ويستفيد منها.

حفظ الأرقام السرية في الذاكرة فقط

‏قال السيد عبدالله السادة إن عمليات الاختراق للهواتف والحواسيب مشكلة تؤرق الكثير من الناس ممن لا يتقنون استخدام التكنولوجيا الحديثة إتقانا تاما، ولذلك تسعى الحكومات لمحاربة هذه الظاهرة، من خلال تحديث أنظمتها الإلكترونية المتعلقة بالقطاعات المصرفية والتجارية، وأرى أن أغلب أهداف المحتالين هو الوصول إلى الحسابات البنكية للضحايا، ومن هنا فإن النصيحة الأهم الحفاظ على بطاقات الائتمان والدفع الإلكتروني، بحيث لا تضيع من صاحبها ولا تقع في يد إنسان غير ذي ثقة، كما يجب عدم الاحتفاظ بالرقم السري في نفس المكان الذي به البطاقة، أو عدم الاحتفاظ به مكتوبا، بل يجب حفظه في الذاكرة، لأن للأسف نجد بعض الإخوة قد كتب الرقم السري على ذات البطاقة خوفا من نسيانه.

‏أيضا إذا اتصل بي شخص ما وادعى أنه من البنك وأنه يريد مراجعة بعض البيانات أو تحديثها، فلا أتعامل معه وأغلق الهاتف على الفور وأتصل بالبنك للاستفسار لأن هذا أحد أساليب عينة من المحتالين، كما يجب عدم تخزين الأرقام السرية على الهاتف.

copy short url   نسخ
21/09/2022
345