+ A
A -
يقول الخبر: إن مصطفى قره كوبون التركي البالغ من العمر اليوم 92 عاماً الذي كان حينها 15 عاماً أحب بنت الجيران دوندو كيراش التي تكبره بثلاثة أعوام، وطلب من عائلته أن تطلب يد الفتاة ليتزوجها، ولكن طلبه قوبل بالرفض! ثم التحق بعدها بالجيش ليعود إلى قريته بعد أربع سنوات ويجد محبوبته قد تزوجت ورزقت بطفل! الأمر الذي نغص عليه حياته ودفعه للانتقال إلى مدينة أخرى والزواج بأخرى وأنجب منها عدداً من الأولاد ومضت السنون وقد توفيت زوجته وكبر أولاده أضطر للانتقال والعيش في دار المسنين! وفي الدار تقدمت إليه إحدى النزيلات يوماً لتقول له يا مصطفى ماذا تفعل هنا؟! تفاجأ الرجل وأجاب من أنت؟! أنا لا أعرفك! فأجابت أنا دوندو كيف لا تعرفني! وبعد التعارف من جديد وسرد الذكريات والحكايات والتحديات والمنغصات قرر العاشقان عقد قرانهما والزواج إلا أن أولادهما عارضوا هذا الزواج! فحاولا الهرب من الدار!- مب سهلين- غير أن المشرفين اكتشفوا أمرهما وأعادوهما ثم تدخل رئيس البلدية الذي تأثر بقصتهما وتمكن من إقناع الأولاد بالموافقة على الزواج! وبعد طول صبر وسنوات من الفراق والشتات تزوجا وانتقلا ليعيشا في منزل خاص بهما بعد ما تجاوزا التسعين من العمر! يقول مصطفى التركي اليوم إنه سعيد، لأن الله جمعه في النهاية بحبيبته ويسأل الله أن يجمع كل المحبين والمتحابين ولو بعد ثمانين عاماً ودوندو اليوم عاجزة عن الكلام الكثير بحكم عمرها، إلا أنها مبتسمة راضية بعد أن عادت لها الروح بعودة مصطفى وعادت الحياة لشرايينها المتيبسة من جديد! مصطفى التركي ودوندو التركية تزوجا في دار المسنين بعد قصة حب طويلة وسنوات عجاف من الحرمان والفراق والألم وهذا دليل على أن مشاعر الحب الحقيقي لا تهرم والمحب الحقيقي لا يهزم أبداً، اليوم وأنا أرصد الأخبار التي تردنا من هنا وهناك أن فلاناً طلق زوجته، وفلانة خلعت زوجها، وبعضهم لم يتجاوز الشهور على زواجه! وبعضهم ربما مضى عليهم السنون واليوم مطلقون! أتألم وأتحسر على هذه العلاقات والأسر وضحاياها من الأطفال والصغار وأمصص الشفاة حزناً وألماً وجزعاً على شبابنا وأسرنا المسلمة التي لم تحكم عقلها وتوظف حكمتها في المحافظة على العلاقة الزوجية بل تبلدت المشاعر وتبلد الحس! حتى الجهات الرسمية للأسف أحياناً تصاب بحالة من البلادة وهم يتفرجون على المأساة والضحايا دون وازع من ضمير أو رحمة!! حتى أصبحت جل البيوتات المسلمة خراباً يباباً! وأصبحت ظاهرة الطلاق خارجة عن حدود العقل والمنطق تدع الحليم حيران! حياة مصطفى التركي مع دوندوز زوجته وحبيبته بعد مضي 77 عاماً من الفراق عسل دائم رغم سنهما الكبير! وحياة البعض منا علقماً يشوبه بعض العسل وربما يكون مغشوشاً كمان!!! وحسبنا الله ونعم الوكيل.
يقولون بعد تفشي ظاهرة الطلاق في المجتمع..
الأول لصديقه: اترك عنك المقاهي وتزوج أحسن لك.
الثاني: كله معسل بعضه!!!
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
06/08/2016
847