+ A
A -
إن مرحلة المدرسة حلوة، والأجمل منها وجود جهة واضحة محددة تعنى بالطالب، ترشده توجهه، تأخذ بيده، وتشجعه على عمل ما يرغب به، ويتقنه، وتعزز القيم الإيجابية لديه، وتقوم على متابعته سلوكياً، إن كم الغرائز الخيرة والميول الكامنة داخل هذا الطالب كبيرة وكثيرة، وكما قال الشاعر:
أتحسب أنك جرم صغير
وقد انطوى فيك العالم الأكبر
فكم كانت فرحتي كبيرة عندما عرفت بإنشاء الإرشاد الطلابي بوزارة التعليم والتعليم العالي تحت مظلة هيئة التعليم الذي يضم الأستاذ الفاضل يوسف عبدالله المهندي المثال والقدوة نعم الرجل ونعم التربوي الحبيب واللبيب وكوكبة من الأكاديميين والاختصاصيين والتربويين الذين عايشناهم وعرفنا قدرهم وحجمهم وحرصهم على الطالب.
أحد الطلاب من قريب يقول لي: بعضنا يعاني الغربة مع ذاته ومحيطه، أينما وجّهوا وجوههم رأوا المشاكل من حولهم سواء في صعوبة المادة العلمية أو عدم التكيف مع من حولهم أو عدم التصالح مع زميل مقعد الدراسة أو الزميل في المدرسة، يقول: مشاكل الطلاب قد تتفاوت وتتباين قد تكون مشكلتي غير مشكلة زملائي من أمثالي ولكني متأكد أنهم يعيشون نفس المشكلات سواء في الميدان المدرسي أو مع ذويهم، وكم تمنينا أن تكون هناك جهة واضحة محددة تتابعنا نتصل ونتواصل معها كي توجهنا وترشدنا وتأخذ بيدنا وتضع لنا من البرامج الهادفة التي تحقق طموحاتنا وتطلعاتنا المستقبلية في حياتنا العلمية والعملية، فكان الإرشاد الطلابي لمساعدة أركان العملية التعليمية في تحقيق غاياتهم وإعادة النظر في مسيرتهم.
إن الحياة المدرسية مفعمة بالأحداث والمشكلات ومحاطة بالظروف ومليئة بأنواع التحديات، والإرشاد الطلابي وجد للتعامل مع معطيات الحياة العلمية والعملية ومشاكلها للتعايش معها وبالطريقة المناسبة وبإضافات متعة الوجود رغم كل الظروف الصعبة.
إن الدليل الإرشادي للخدمة الاجتماعية لعمل الاختصاصي الاجتماعي والنفسي في المدارس- على سبيل المثال لا الحصر- يعتبر مرشداً ومنهجاً يهتدي به الاختصاصيان الاجتماعي والنفسي إلى تنظيم عملهما وتحديد مهامهما وفق الطريقة الصحيحة ويوضح الدليل الإرشادي المهام الرئيسة لكل من مدير المدرسة والمعلمين ومنسقي المواد وأولياء الأمور تلك المهام تساند دور الاختصاصي الاجتماعي والنفسي للنهوض بأداء مهامهما على أحسن وجه وأفضله.
إن الإرشاد الطلابي يعنى بتوفير المناخ المناسب الذي يتسم بالتفاعل الاجتماعي بين الطلاب والمجتمع الصغير المدرسة والمجتمع الكبير المجتمع بما يحقق للطلاب حرية الرأي والمشاركة الإيجابية وتهيئة الظروف للطالب لمساعدته على التحصيل ورفع معدلات أدائه والعناية بالمتأخرين دراسياً ومتابعتهم لمواجهة القصور باستحداث عدد من البرامج التي تساعد على زيادة تحصيله ومشاركته وإيجابيته بتطبيق أساليب فنية ومهنية في التعامل مع الحالات الفردية وبتظافر الجهود داخل وخارج المدرسة وفق خطط وأهداف واضحة قابلة للتنفيذ تشمل جميع مجالات الخدمة المدرسية.
إن الإرشاد الطلابي جهة مسؤولة بمتابعة التقويم السلوكي في المدارس وعن توفير بيئة صحية داعمة للطلاب وجهة مذللة للصعوبات التي تواجههم وداعم للأسرة المدرسية في حال واجهتهم تحديات أثناء تأدية مهامهم، ويركز على مشكلات الطلاب بمنظور كلي يشمل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والعمل على وضعها في الإطار الصحيح، وحمايتهم من التأثيرات السلبية للانفتاح الإعلامي، وإعداد برامج وخطط إرشادية تلبي احتياجاتهم وتسهم بشكل فعال في التصدي للتحديات التي تواجههم فضلاً عن رسم برامج توعوية لأطراف العملية التعليمية كافة، كل الشكر للإرشاد الطلابي في كل لحظة وفي كل فكرة وفي كل خطوة للارتقاء بالطالب وتحسين معدلات أدائه.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
01/08/2016
1330