+ A
A -
بالرغم من أن المملكة العربية السعودية أكثر الدول الإسلامية امتلاكاَ لمقدسات إسلامية تجعل الآخرين ينظرون لها بوصفها عموداً للعالم الإسلامي، ويفترضون منها الدفاع عن حقوق أي مسلم يتعرض لانتهاك من أي نوع بسبب ديانته حول العالم، إلا أنه وعلى مايبدو فإن هذا العمود مائل ولا يعتمد عليه، حيث تفضل أكبر دولة إسلامية اسماً أن تغمض عينها وتغض بصرها عن قتل وتعذيب المسلمين لأسباب دينية حول العالم، خوفاً منها على روابطها السياسية مع الدول، التي تقوم بتعذيب وقتل المسلمين. وتقول صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إنه بعد الموقف المخزي للرياض في أزمة قتل وتهجير مسلمي الروهينجيا قسرا من بيوتهم في مينمار، وتعذيب الشرطة لهم لأسباب دينية، تطل علينا المملكة الآن بخزي أكبر حتى، بعدما اختارت السكوت على الصين، التي تشن في الفترة الحالية حملة صارمة على مسلميها، وتفضل المملكة أن تبقى هادئة لتعزز على العكس العلاقات مع بكين.
وقالت الصحيفة الأميركية: «في الصين، يمكن لشهر رمضان المبارك الحالي أن يجلب المزيد من المعاناة للمسلمين، الذين يتعرضون بالفعل لضغوط لا هوادة فيها هناك».
ويقول نشطاء، إن السلطات الصينية تتنمر على أعضاء الأقلية المسلمة اليوغور، وتجبرهم على تناول الطعام والشراب قبل غروب الشمس - في انتهاك للقواعد الإسلامية لشهر رمضان - مع التهديد الضمني بالعقاب إذا لم يفعلوا ذلك.
وعن ذلك، يقول دولكان عيسى، رئيس مؤتمر الويغور العالمي، وهي منظمة عالمية هدفها الدعوة لإنقاذ المسلمين حول العالم من التعذيب، ومقرها الرئيسي في ميونيخ: «إنه أمر محزن أن يتم إهانة كرامتنا بهذا الشكل في الصين، في الوقت الذي تختار فيه السعودية الدفع بمليارات الدولارات في استثمارات جديدة مع بكين، دون أن يفتح قادتها حتى سيرة هذا الموضوع.
ووصف عيسى كيف تم إجبار المطاعم، التي يديرها المسلمون في منطقة شينجيانغ الصينية الغربية، على فتح أبوابها خلال النهار، وكيف تعرض عمال الإيغور للمضايقة لتناول الطعام والشراب أثناء استراحات الغداء في أماكن عملهم، التي تديرها الصين.
وأضاف: «كيف يمكن لأي شخص أن يرفض ذلك تحت تهديد السلاح؟»
لكن ورغم ذلك بقيت المملكة العربية السعودية صامتة تقريبًا بالكامل، وعلى ما يبدو فإن هذا جزء من السياسات المحسوبة لتجنب غضب الصين الاقتصادي عليها.
وهذا الصمت السعودي المعيب يأتي على الرغم من الإدانات واسعة النطاق من جانب الغرب، وجماعات حقوق الإنسان بشأن معاملة مسلمي اليوغور العرقيين.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى تعمد الرياض عدم فتح ملف اضطهاد المسلمين، بقولها: «بدلا بالتنديد بما تم، ضخت المملكة العربية السعودية الكثير من المليارات تجاه الصين متجاهلة واجبها نحو العالم الإسلامي».
وأضافت: «السعودية يحمل ملكها لقب خادم الحرمين الشريفين، في إشارة إلى أقدس موقعين في الإسلام، وبالتالي عليها واجب أكبر من أي دولة في الدفاع عن حقوق المسلمين».
وخلال اتصال هاتفي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ هذا الشهر، قال العاهل السعودي الملك سلمان إن المملكة «مستعدة لتعزيز التبادلات مع الصين على جميع المستويات»، بينما ظهر أن ولي العهد محمد بن سلمان يتغاضى عن معاملة الصين للمسلمين اليوغور، عندما زار الصين في وقت سابق من هذا العام ولم يتحدث في الموضوع.
ونقلت وسائل الإعلام الصينية عن ولي العهد السعودي، قوله: «إننا نحترم ونؤيد حقوق الصين في اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب والتطرف لحماية الأمن القومي».
وفي الفترة الحالية، هناك ما يصل إلى ثلاثة ملايين مسلم من أصل اليوغور مسجونون في معسكرات اعتقال ضخمة في شينجيانغ، حسب تقدير مسؤول في البنتاغون مؤخرًا. وتقول الحكومة الصينية، إن هذه «مراكز تدريب مهني تهدف إلى القضاء على الإرهاب». بينما يقول أفراد أسر المعتقلين والحكومات الغربية والمدافعين عن حقوق الإنسان، إنها محاولة لقمع الأقلية العرقية والدينية وإجبارهم على ترك الإسلام.
copy short url   نسخ
08/06/2019
2452