احتفاءً بيوم الشباب العربي، والذي يصادف الخامس من يوليو من كل عام نظم مركز الدانة للفتيات، تحت مظلة وزارة الرياضة والشباب، ورشة توعوية بعنوان «شابة متزنة.. وطن متعافٍ»، استهدفت الفتيات من الفئة العمرية 19 إلى 39 عامًا.
قدمت الورشة السيدة لولوة الكعبي، المدربة في القيادة الذاتية وتمكين السيدات بمؤسسة استنارة للاستشارات والتطوير – قطر، وركزت على تمكين المشاركات من العودة إلى ذواتهن بوعي، وفهم مشاعرهن، وبناء توازن داخلي يعزّز قدرتهن على اتخاذ قرارات ناضجة ومسؤولة.
وأوضحت الكعبي أن هذه الورشة تأتي ضمن مبادرتها الوطنية: «رجعة – العودة إلى الداخل» التي تهدف إلى دعم الفتاة القطرية نفسيًا وعاطفيًا، وتوفير مساحة آمنة للنمو الداخلي، بما ينسجم مع رؤية قطر 2030 التي تركز على تعزيز التنمية البشرية وترسيخ الهوية الوطنية.
وأكدت أن الورشة ذات أهمية بالغة لهذه المرحلة العمرية الدقيقة، التي تشكل حجر الأساس في بناء الهوية الذاتية. مشيرة إلى أن الفتيات اليوم لا يحتجن فقط إلى المعلومات، بل إلى من يحتضن مشاعرهن ويوفر لهن مساحة للإصغاء إلى صوتهن الداخلي. وهو ما تحقق من خلال تمارين عاطفية ووجدانية تحاكي واقعهن وتلامس احتياجاتهن.
وشملت الورشة العديد من المحاور وهي من أنا في هذا العالم المتغير؟، التمييز بين صوتي الحقيقي وضغوط التوقعات، كيفية إيجاد التوازن بين الداخل والخارج، التمكين لصياغة خريطة مسار شخصي، استخدام «الرجوع إلى الداخل» كأداة فعّالة لقيادة الذات.
وأشارت المدربة إلى أن دور الفتيات في تنمية المجتمع أساسي، فهن قادرات على الإسهام في نهضة الوطن، لكن هذه القوة تبدأ أولًا من الداخل. فعندما تشفى الفتاة من التشتت، وتتصالح مع ذاتها، تصبح أكثر وعيًا واتزانًا وقدرة على التأثير الإيجابي.
وهذا هو جوهر مبادرة «رجعة»: أن تعود المرأة إلى ذاتها ليعود معها الوطن أكثر عافية وقوة.
وفي سياق الحديث عن الهوية العربية وسط الانفتاح والعولمة، شددت الكعبي على أن الهوية تبقى الركيزة الثابتة. مؤكدة أن الفتيات قادرات على مواكبة التحديث دون فقدان أصالتهن، فالجذور لا تعيق الطموح، بل تثبته وتقويه.