نظّمت قطر الخيرية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، «الطاولة المستديرة التشاورية الاستراتيجية لتعزيز التنسيق الإنساني والإنمائي في سوريا»، وذلك في إطار شراكتهما الممتدة لتعزيز العمل الإنساني الفعّال، وتطوير منصات الحوار بين الفاعلين، وبناء شراكات استراتيجية تدعم التماسك والاستجابة المستدامة في سوريا ومناطق الأزمات، وتحقيق أثر ملموس في حياة المستفيدين.
حضر الاجتماع الذي تم تنظيمه بمقر قطر الخيرية في الدوحة ممثلون عن الأمم المتحدة ذات الصلة، والمنظمات غير الحكومية الدولية، ومنظمات المجتمع المدني السورية العاملة في المجالين الإنساني والتنموي، والشركاء التنفيذيين للجهات الأممية والمانحين، وشبكات وتحالفات المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية، وخبراء في العمل الإنساني، كما شاركت بعض الجهات في اللقاء عن بعد.
يهدف هذا التجمع إلى أن يكون مساحة حوار شامل ومنظّم بين المنظمات غير الحكومية الإنسانية العاملة في سوريا، من خلال توفير إطار مشترك لتبادل الرؤى والتنسيق، وتحديد التحديات المشتركة، واستكشاف آليات عملية لتحسين جودة وفعالية الاستجابة الإنسانية. ويسعى إلى تسليط الضوء على أهمية الشراكات الاستراتيجية، لا سيّما مع الجهات الدولية، من أجل تعزيز نهج إنساني مشترك أكثر تكاملا واستدامة.
كما يهدف إلى تطوير رؤية مشتركة تقوم على مبادئ التنسيق والشفافية، وتحديد أولويات التدخل الإنساني، وتعظيم الأثر الجماعي للاستجابة بما يحقق العدالة في التوزيع، ويضمن وصول المساعدات إلى الفئات الأشد ضعفا. وقد اكتسب هذا التجمع أهمية خاصة في ظل المستجدات المتعلقة بتخفيف بعض القيود والعقوبات عن سوريا، حيث يشكل فرصة للمنظمات الإنسانية لمناقشة انعكاسات هذه التطورات، وبحث سُبل الاستفادة منها لتعزيز الوصول، وتوسيع نطاق الشراكات مع الجهات الوطنية، وتعزيز التكامل بين العملين الإنساني والتنموي. كما يمثل مساحة ضرورية لإعادة بناء الثقة وتوطيد العلاقات بين مختلف الفاعلين الإنسانيين، بما في ذلك المنظمات المحلية والدولية، ومكاتب الأمم المتحدة، والجهات المانحة.
وفي الجلسة الافتتاحية للطاولة المستديرة رحب السيد محمد علي الغامدي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع الحوكمة والعلاقات الخارجية بقطر الخيرية بممثلي المنظمات المشاركة الذين انضموا لهذا اللقاء من مختلف دول العالم لتحقيق هدف مشترك واحد هو دعم العمل الإنساني والتنموي في سوريا، واعتبر أن هذا اللقاء يتم في لحظة حاسمة تشهد فيها الساحة السورية تحولات هامة من بينها تخفيف بعض القيود التي تعيق العمل الإنساني، وأكد أنها فرصة غاية في الأهمية ينبغي أن تترجم إلى خطوات عملية تسهم في إعادة ترتيب أولويات التدخل، وتعزيز دور الفاعلين المحليين، وفتح المجال أمام مساهمات بنّاءة من مختلف الجهات، لتلبية الاحتياجات العاجلة، ودعم آفاق الاستقرار والتنمية المستدامة، وأكد على أن تنظيم هذا اللقاء بالشراكة مع «الأوتشا» يعكس التزام قطر الخيرية بتقوية أطر التنسيق الإقليمي والدولي، والانفتاح على المبادرات التي تؤكد على كرامة الإنسان، وتضع احتياجاته وآماله في صدارة الاهتمام.
من جهته استهل السيد ميشيل سعد نائب مدير إدارة العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «OCHA» – نيويورك كلمته في الجلسة الافتتاحية للقاء بالترحيب بالمشاركين، وعبر عن شكره لقطر الخيرية لاستضافتها هذا الحدث المهم، ومشاركتها في تنظيمه، ثم قدّم لمحة موجزة حول المرحلة الحالية والمرتبطة بعملية نقل تنسيق الجهود الإنسانية إلى الداخل السوري، وأكد على أهمية تمكين المنظمات غير الحكومية ومكونات المجتمع المدني السورية من أجل المساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية، وحث المشاركين في اللقاء على أهمية التركيز في طرح مقترحات عملية لتعزيز الكفاءة والتكامل خلال الفترة القادمة، وعدم الاكتفاء باستعراض ما تم إنجازه خلال الفترات السابقة.
وفي نفس السياق أشاد السيد نواف عبدالله الحمادي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع العمليات الدولية بقطر الخيرية بالتعاون المشترك والمتواصل بين قطر الخيرية والأوتشا والذي يأتي ضمنه تنظيم هذه الطاولة المستديرة والتي ستصب في دعم التنمية وإعادة الاستقرار في سوريا، وتنسيق الجهود من خلال النقاش والتشاور والعمل المشترك للجهات ذات العلاقة والفاعلين الإنسانيين في النطاق السوري، وأكد في كلمته على الدور المحوري للمنظمات غير الحكومية السورية وأهمية الاستفادة من خبراتها، التي تراكمت في ظل الأزمة التي استمرت أكثر من 13 عاما، في العمل الإنساني والتنموي الذي تحتاجه بلادهم.
شمل اللقاء جلسة نقاشية تشاورية حول «التحديات الميدانية في ظل بيئة متغيرة وآفاق التنسيق المشترك»، وحلقة تفاعلية بعنوان «نحو تمكين فاعل للمنظمات المحلية وتعزيز الشراكات الاستراتيجية» أدارهما السيد مانع الأنصاري مدير إدارة العلاقات الخارجية بقطر الخيرية وقد تناول نقاش المشاركين فيهما عدة محاور أساسية عكست التحديات الراهنة والفرص المتاحة، وأهمها: البيئة الإنسانية الراهنة في سوريا، والتنسيق بين المنظمات الإنسانية، والبرمجة المتكاملة بين العملين الإنساني والتنموي وتكامل القطاعات لضمان استدامة الأثر، وتعزيز دور المنظمات غير الحكومية السورية، وفرص وتحديات ما بعد رفع بعض العقوبات، وبناء الشراكات والتحالفات الإنسانية.
واختتم لقاء المائدة المستديرة بتأكيد قطر الخيرية والأوتشا على أهمية متابعة توصيات ومخرجات هذا اللقاء التشاوري الاستراتيجي، بما يساهم في تعزيز جهود تنسيق الاستجابة الإنسانية، والشراكات الفاعلة، من أجل سوريا موحدة تنعم بالسلام والاستقرار يحصل فيها جميع السوريين على حياة كريمة.