+ A
A -
جريدة الوطن

يستهلك أكثر من 80 % من سكان العالم منتجات الألبان بانتظام، ومن المتوقع أن تكون هناك زيادة في الطلب على هذه المنتجات في المستقبل، ولكن في المقابل هناك دعوات متزايدة من ناشطي البيئة لتجاوز النظم الغذائية القائمة على الحيوانات إلى أشكال أكثر استدامة لإنتاج الغذاء.

ويوصف الحليب الصناعي بأن له مذاق الحليب العادي وشكله وملمسه، وله التركيب الكيميائي نفسه، لكنه لا يتطلب حيوانات وينتج باستخدام تقنية التكنولوجيا الحيوية الناشئة المعروفة باسم «التخمير الدقيق» التي تنتج الكتلة الحيوية المستزرعة من الخلايا.

وتقول الباحثة ميلينا بوغوفيتش طالبة الدكتوراه بجامعة ماكواري (Macquarie University)، في مقالها المنشور على موقع «ذي كونفرسيشن» (The Conversation) يوم 29 أغسطس /‏‏ آب المنصرم، إن «بحثي الأخير فحص الاتجاهات الكبرى في قطاع الألبان العالمي، وظهرت الألبان النباتية، وربما الألبان الصناعية، على أنها تسبب اضطرابا رئيسيا».

والحليب «الصناعي» متاح حاليا بالفعل في الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، توفر شركة «بيرفكت داي» (Perfect Day) البروتين الخالي من منتجات الحيوانات المصنوع من النباتات الذي يستخدم بعد ذلك في صنع «الآيس كريم» (المثلجات) والحليب.

وفي أستراليا، تعمل شركة «إيدن برو» (Eden Brew) الناشئة على تطوير الحليب «الصناعي»، وتستهدف الشركة المستهلكين القلقين بشأن تغير المناخ ولا سيما تأثير غاز الميثان الناتج من الأبقار.

وطوّرت هيئة البحوث الأسترالية (CSIRO) - أكبر هيئة دستورية أنشأتها الحكومة الاتحادية في أستراليا وتضم أكثر من 7 آلاف موظف ثلثهم من العلماء - منتج شركة «إيدن برو»، وتستخدم «التخمير الدقيق» لإنتاج البروتينات الموجودة في حليب البقر.

وتوضح الهيئة - في بيان لها على موقعها الإلكتروني - أن هذه البروتينات تمنح الحليب العديد من خصائصه الأساسية، وتسهم في قوامه الكريمي، وأن الباحثين يضيفون المعادن والسكريات والدهون والنكهات إلى البروتين لإنتاج المنتج النهائي.

برز التخمير الدقيق، وهو مجال جديد نسبيا للتكنولوجيا الحيوية، كواحد من رواد مصادر البروتين الإضافية التي يمكن أن تدعم نمو الاقتصاد الحيوي المستدام. ويستخدم التخمير الدقيق مبادئ التخمير الأساسية نفسها التي لها تاريخ طويل وآمن في صناعة الأغذية.

وتعتمد عمليات التخمير التقليدية على الخلايا الميكروبية (الخميرة والفطريات) والظروف اللاهوائية (الخالية من الأكسجين) لإنتاج مكونات ذات خصائص نكهة فريدة، مثل الزبادي والخبز والجبن والمشروبات الكحولية.

يُزرع الفطر في خزانات كبيرة، مع إضافة السكر والمواد المغذية الأخرى لتحفيز النمو، ويُحصد لإنتاج منتجات بروتينية بديلة، وتقدم الفطريات مستويات عالية من البروتين وكذلك الألياف والفيتامينات والمعادن.

واليوم، يُسخّر التخمير الدقيق لتخليق مركبات قد تكون باهظة الثمن و/‏‏ أو معقدة للحصول عليها من مصادرها الطبيعية، ويعتمد على إعادة برمجة الميكروبات لإنتاج جزيئات محددة ومخصصة يمكن أن تكون مكونات غذائية جديدة.

copy short url   نسخ
06/09/2022
20