+ A
A -
جريدة الوطن

كشفت «آبل» في الأيام الماضية عن نظام «آي أو إس 26» والواجهة الجديدة المستخدمة فيه التي تنطبق على كافة أنظمة الشركة تحت اسم «ليكويد غلاس» (Liquid Glass) مع كون عناصر الشفافية والشكل الزجاجي الجانب الأبرز في الواجهة والنظام، وبحلول اليوم التالي للإعلان طرحت الشركة النسخة التجريبية الأولى للنظام.

كما أتاحت النسخة التجريبية للمستخدمين من مختلف الفئات الوصول إلى النظام وتجربته بشكل مبدئي قبل طرحه رسميا في النسخة النهائية سبتمبر/‏‏ أيلول القادم، تزامنا مع طرح أجهزة «آيفون» الجديدة.

وعلى الفور غزت تعليقات المستخدمين على النظام الجديد مختلف منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض للواجهة الجديدة، فضلا عن محاولات المستخدمين إيجاد نقاط الضعف في النسخة التجريبية الأولى من النظام.

مشاكل في القراءة والوصول إلى النصوص

حازت مشاكل القراءة ورؤية النصوص على غالبية تعليقات المستخدمين حول العالم بشأن الواجهة الجديدة للنظام، إذ يصعب قراءة النصوص بفضل خيارات الشفافية الجديدة التي تجعل حتى النص شفافا يصعب قراءته.

ويرى أتيلا الذي يعمل مهندس في شركة «إكس إيه آي» (xAI) التابعة لإيلون ماسك أن الواجهة الجديدة تجعل قراءة النصوص بشكل عام صعبة للغاية، وهو ما عبر عنه باستخدام صورة متحركة لشخص لا يستطيع قراءة الورقة الموجودة أمامه.

ويؤيده في ذلك ميرت إردير الذي يعمل مصمما للواجهات في شركة «آيون» (aeon) للملابس والعطور، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن أبعد ما يكون عما يريده ستيف جوبز، وهي الفكرة التي عبر عنها غريج قائلا إن ستيف جوبز كان سيطرد كل من عمل على تصميم هذه الواجهة. ومن جانبه اقترح المستخدم الذي يطلق على نفسه اسم شيشير حلا مؤقتا لمشاكل الرؤية في واجهة النظام الجديد، وذلك عبر التوجه إلى إعدادات الوصول المعزز وخفض درجة الشفافية، وهو ما كان له أثر إيجابي على تجربته للنظام الجديد.

كما قارن حساب تيكدرويدر المختص بالأخبار التقنية بين واجهة نظام «أندرويد 16» الجديد وواجهة نظام «آي أو إس 26»، مشيرا إلى أنه يفضل واجهة «أندرويد» هذه المرة على واجهة «آبل».

ولكن، وجد بعض المستخدمين واجهة النظام جميلة وأنيقة خاصة مع المؤثرات البصرية المستخدمة في النظام والاتساق العام بين جميع مكوناته، وهو ما أشار إليه المستخدم ألفين في سلسلة من التغريدات تضمنت مقاطع حركية لجوانب النظام المختلفة.

مقارنة مع أنظمة أخرى

إلى جانب شكوى المستخدمين من مشاكل القراءة وغيرها، لاحظ بعض المستخدمين أن تصميم «ليكويد غلاس» الجديد من «آبل» يشبه بشكل كبير تصميم نظام «ويندوز فيستا» (Windows Vista) الذي صدر في عام 2006 ولم يلق إعجابا من مستخدمي «مايكروسوفت».

كما وضح بعض المستخدمين أن واجهة النظام الجديدة تشبه بشكل كبير إحدى التعديلات التي كانت تتم على أجهزة آيفون في الماضي حيث كانت تبدو زجاجية بشكل كبير.

ورغم كل هذه الآراء، يصعب الحكم في الوقت الحالي على النظام الجديد حتى يصدر بشكل نهائي في سبتمبر/‏‏أيلول، فمن المتوقع أن تجري آبل عددا من التحسينات على الواجهة لحل المشاكل المختلفة بها مثلما حدث مع الأنظمة السابقة.

من جانب آخر، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن شركة آبل تدرس رفع أسعار تشكيلة هواتف آيفون التي ستطرح في وقت لاحق من هذا العام، لكنها تحرص على تجنب ربط أي زيادات بالرسوم الجمركية الأميركية على الواردات من الصين، حيث يتم تجميع معظم أجهزتها.

وتعد آبل من أبرز الشركات المتأثرة بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي اشتدت في الأشهر القليلة الماضية بعد سلسلة من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب.

وربما يساعد رفع الأسعار آبل على تخفيف التكاليف المرتفعة الناجمة عن الرسوم الجمركية التي أعاقت سلاسل التوريد العالمية وأجبرت الشركة على نقل المزيد من الإنتاج إلى الهند.

وقالت شركة آبل في وقت سابق من هذا الشهر إنه من المتوقع أن تضيف الرسوم الجمركية حوالي 900 مليون دولار إلى التكاليف خلال الربع المالي الممتد من أبريل/‏‏ نيسان إلى يونيو/‏‏ حزيران، وأنها ستستورد غالبية أجهزة آيفون المبيعة في الولايات المتحدة خلال هذه الفترة من الهند.

ويتوقع المحللون منذ أشهر زيادة الأسعار من جانب آبل، لكنهم حذروا من أن مثل هذه الخطوة قد تكلفها حصة سوقية، خاصة أن منافسين مثل سامسونغ يحاولون جذب المستهلكين بميزات الذكاء الاصطناعي التي كانت آبل بطيئة في طرحها.

وكان قد تردد أن شركة آبل تخطط لنقل معظم إنتاج أجهزة آيفون المخصصة للبيع في الولايات المتحدة إلى مصانع في الهند بحلول نهاية عام 2026، تجنبا للرسوم الجمركية المفروضة على الصين –قاعدة التصنيع الرئيسية لها– حيث تُصنع معظم هواتف آيفون حاليا. وفقا لتقرير من موقع «رويترز». وأفاد مصدر مطلع رفض الكشف عن اسمه لأن عملية التخطيط سرية، أن شركة آبل تجري محادثات عاجلة مع شركتي «فوكسكون» (Foxconn) التايوانية و«تاتا» (Tata) الهندية لتحقيق هذا الهدف. يُذكر أن آبل تبيع أكثر من 60 مليون جهاز آيفون في الولايات المتحدة سنويا، ويُصنع نحو 80 % منها في الصين حاليا، ورغم أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي شجع على تصنيع الهواتف الذكية في الهند، فإن الرسوم الجمركية المرتفعة على استيراد قطع الهواتف المحمولة تجعل الإنتاج في الهند مكلفا للشركات، وقال المصدر، إن تكاليف تصنيع هواتف آيفون في الهند أعلى بنسبة تتراوح بين 5 % و8 % من مثيلتها في الصين، ويرتفع الفارق إلى 10 % في بعض الحالات.

ولتجنب الرسوم التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عززت آبل إنتاجها في الهند حيث شحنت في مارس/‏‏ آذار الماضي نحو 600 طن من أجهزة آيفون بقيمة 2 مليار دولار إلى الولايات المتحدة، وحققت هذه الشحنات رقما قياسيا لكل من «فوكسكون» و«تاتا»، إذ بلغت قيمة الهواتف الذكية التي شحنتها «فوكسكون» وحدها 1.3 مليار دولار، بحسب رويترز. ورغم أن الولايات المتحدة فرضت رسوما بنسبة 26 % على الواردات من الهند فإنها كانت أقل بكثير من الرسوم المفروضة على الصين والتي تجاوزت 100 % في ذلك الوقت، وقد علقت الولايات المتحدة لاحقا معظم هذه الرسوم 3 أشهر، باستثناء تلك المفروضة على الصين. وأشارت إدارة ترامب إلى انفتاحها على تهدئة الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي أثارت مخاوف من الركود. وبينما تسعى آبل إلى تنويع مصادر تصنيعها بعيدا عن الصين، فقد وضعت الهند في موقع حاسم، حيث تمتلك «فوكسكون» و«تاتا» وهما مورداها الرئيسيان هناك 3 مصانع إجمالا وتخططان لبناء مصنعين آخرين.

copy short url   نسخ
23/06/2025
5