تؤكد التقارير المفبركة التي تم تداولها مجددا على وسائل الإعلام الإسرائيلية، والرامية إلى إثارة التوتر وإحداث شرخ في العلاقات بين دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية، على مدى الإفلاس السياسي، وقبله الأخلاقي، للجهات الإسرائيلية التي فبركت هذه التقارير ونشرتها، بهدف وحيد هو صرف الأنظار عن العدوان الوحشي على القطاع، والذي وصل عدد ضحاياه حتى الساعة إلى «54981» شهيدا و«126920» مصابا، دون احتساب الذين ما زالوا تحت الأنقاض.
وكما أوضح وأكد بيان صادر عن مكتب الإعلام الدولي في قطر، فإن نشر هذه الوثائق في مثل هذا التوقيت ليس أمراً عشوائياً، بل هو محاولة متعمدة لحرف الأنظار عن التغطية الإعلامية السلبية للممارسات غير المسؤولة في قطاع غزة، كما كشفت عنها التقارير خلال الأسبوع الماضي، في لحظة تقترب فيها الجهود من تحقيق تقدم حقيقي، وبطبيعة الحال فإنها ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها إسرائيل، ووسائل إعلامها إلى مثل هذه الفبركات للنيل من الجهود الرامية إلى تحقيق تقدم حقيقي من شأنه وقف هذه الحرب المدمرة.
اللافت في البيان تزامنه مع تقرير لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، أكدت فيه، أمس، أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس والمواقع الدينية والثقافية في قطاع غزة، تشكل جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية، وهي جرائم لا تحصى لذلك مهما بلغت الفبركات فإنها لن تكون قادرة على تغطية ما يحدث على الأرض، وهو مريع إلى أبعد درجة، والجهود القطرية الخيرة كانت وما زالت محل إشادة واسعة من العالم المتحضر، الذي يرفض بشكل تام عدوان إسرائيل وجرائمها الوحشية.