+ A
A -
سامح راشد كاتب مصري

قبل أسبوعين، وجهت أوكرانيا ضربة عسكرية قاسية إلى روسيا، دمّرت فيها عشرات من الطائرات الحديثة وضربت قواعد عسكرية متقدّمة، يحوي بعضها رؤوساً نووية. وكانت المفاجأة والذهول البادي على المسؤولين الروس، بحجم وشدة الدمار والخسائر التي تكبّدتها المؤسسة العسكرية الروسية.

ولا حاجة إلى ذكر الفارق الشاسع في القوة العسكرية بين أوكرانيا وروسيا لصالح الأخيرة. وما يستدعيه من تساؤلات متعددة حول أسباب ودواعٍ تمكّن كييف من توجيه تلك الضربة القاصمة إلى الآلة العسكرية الجبارة التي تملكها موسكو.

لكن السؤال الجدير بالتوقف أمامه كثيراً يتعلق بمبرّرات التفاجؤ أو «الغفلة» الروسية أمام عملية «شبكة العنكبوت» حسب ما أطلقت عليها أوكرانيا، فالجانب المعلوماتي والاستخباري أحد أهم مصادر القوة العسكرية والقدرات الشاملة لأي دولة. ومهما قيل عن مساعدات غربية لكييف، لا شك في أن موسكو تعرّضت لضربة كبيرة تصل إلى حد الإهانة على المستوى العسكري العملياتي.

المثير للدهشة أن ضربة «شبكة العنكبوت» لم تكن الأولى من نوعها في المواجهات بين طرف ضعيف وآخر قوي بالمقاييس المادية للقوة، فقبل 20 شهراً، في 7 أكتوبر 2023، وجهت فصائل المقاومة الفلسطينية ضربة تاريخية لجيش الاحتلال الإسرائيلي. لا يزال يعاني من هولها الإسرائيليون جنوداً ومواطنين ومسؤولين.

المسألة كلها، أن الدول القوية والمستكبرة في العالم تمتهن كرامة الضعفاء وإنسانيتهم، وتمعن في سحق كبريائهم. وتصل من الغرور والعنجهية حد الاستسهال والإهمال في اتخاذ التدابير اللازمة لاستمرار فجوة التفوق والسيطرة.

إنها الرسالة التي تصل مباشرة إلى من يهمه الأمر، أن فقدان الأمل وانسداد السبل لا يعنيان إلغاء الحقوق أو مغالطة التاريخ، بل يفضي حتماً إلى انتفاض أصحاب الحق. وحسب المثل الشائع «ما زاد عن الحد ينقلب إلى الضد».العربي الجديد

copy short url   نسخ
10/06/2025
5