+ A
A -

رغم التصريحات المبطنة للتعامل الإنساني مع غزة إلا أن الموقف الأميركي جاء مناهضا للأمل العربي بأفعاله واقوله واستمراره في تحدي الارادة العربية، بل والعالمية بدعم إسرائيل مستخدمة قوتها وجبروتها بالسلاح والفيتو فقد استخدمت أميركا حق النقض حتى 4 يونيو 2025، حوالي 88 مرة في مجلس الأمن. منها: 50 مرة، أي أكثر من نصف الفيتوهات الأميركية، كانت لحماية إسرائيل من قرارات تنتقدها أو تدين سياساتها.

ومنذ أكتوبر 2023 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو 6 مرات ضد قرارات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة أو تدين العمليات العسكرية الإسرائيلية، بحجة عدم تضمنها إدانة لحركة حماس أو مطالبات بنزع سلاحها.

وآخر قرار كان في 4 يونيو 2025: فيتو ضد قرار يطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، رغم تأييد 14 دولة من أصل 15 دولة.لم يفاجئني الموقف الأخير فهو استمرار للسياسة الأميركية، ولو أوقدنا لها أصابعنا شمعا سوف تستخدم «الفيتو» لاستمرار ذبح أهلنا في غزة، بل قتل كل من يحاول إنقاذ أسرته من الجوع.

وللأسف في كل مرة تُطرح قضية فلسطين على طاولة مجلس الأمن، تلوح الولايات المتحدة بورقة «الفيتو» كأنها سيف مسلط على العدالة.هذا الاستخدام المتكرر للفيتو الأميركي لا يُخالف القانون الدولي من حيث الشكل، لكنه يُفرغه من مضمونه الأخلاقي. القانون حين يُستخدم لخدمة طرف على حساب الضحية، يفقد قدسيته ويتحول إلى أداة قهر.

الانحياز الأميركي لإسرائيل ليس وليد اليوم، بل هو انحياز ممنهج يتجاوز المصالح السياسية إلى دعم أعمى لسياسات الاحتلال والتمييز والقتل، في تجاهل تام لتقارير أممية ومنظمات حقوقية توثق الجرائم والانتهاكات.

إن استمرار هذا النهج الأميركي يُعزز قناعة الشعوب بأن العدالة في العالم تُصنع لا بالحق، بل بالقوة، وأن القانون الدولي ليس أكثر من واجهة جميلة لمسرح تتحكم فيه القوى الكبرى، تُجيّره لصالح من تشاء، وتُسقطه متى أرادت.

copy short url   نسخ
09/06/2025
80