+ A
A -
إبراهيم ملحم كاتب فلسطيني

31 شهيداً وعشرات الجرحى، معظمهم أطفال ونساء، حصيلة المجزرة التي ارتكبها «الإنسانيون القتلة» أمام مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح مؤخرا.

من بين الشهداء أم لأربعة أطفال، غامرت بالذهاب إلى تلك المنطقة المميتة بعد أن هالها ما يكابده أطفالها الأربعة، أكبرهم «تحرير» في الثالثة عشرة، من الجوع منذ أكثر من أسبوع، قبل أن تعود إليهم مضرجة بدمائها.

كادت قلوب الأطفال تسقط من فرط الحزن على الأم الرؤوم الحنون، التي أثقل قلبها جوع أبنائها، فغامرت بحياتها لتوفر لهم ما يقتاتون به، بعد أن عضتهم أنياب المسغبة، وأية مسغبة!

زين وتحرير ورزان وأحمد ومحمد، تحلقوا حول أمهم الشهيدة بعيون أغرقتها الدموع، وقلوب تكاد تتشقق من هول الوجيعة، وهم يلقون النظرة الأخيرة على والدتهم، التي فقدوا بفقدها من يعينهم على الحياة في ظروف لم يشهد لها العالم مثيلاً.

وقد أرسلت لي أمٌّ صورة لفلذة كبدها وقد ذوّبه الجوع داخل خيمة بالية، بعد أن فقدت العائلة المكونة من أربعة أبناء والدهم، فظلت الأم تحدب عليهم لرعايتهم، دون أن تتمكن من توفير الحليب والطعام الذي يقيم أودهم.

مثلهم، عشرات الأطفال في غزة يعانون سوء التغذية الحاد في ظل نقص الغذاء والدواء وكل ممكنات الحياة.

تصعد أرواحنا فوق أكفنا، ونحن نرفعها بالدعوات، بأن يمنّ الله على أهلنا في غزة بوقف تباريح المعاناة، وحقن دمائهم، وإعادة الأمل إلى قلوبهم المثقلة بالأحزان.

copy short url   نسخ
08/06/2025
0