استشهد عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون، أمس، في قصف طائرات الاحتلال الحربية مدينتي خان يونس، ورفح، جنوبي قطاع غزة، حيث استهدفت طائرة مسيرة تابعة للاحتلال نقطة شحن هواتف بين خيام النازحين غرب خان يونس، ومركزا لتوزيع مساعدات غرب مدينة رفح، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث أدى الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر صلاة العيد على أنقاض بيوتهم بالتزامن مع حرب إبادة لم تتوقف لحظة، وهو العيد الرابع الذي يحل على غزة وسط أوضاع كارثية جراء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين هناك، منذ «7» أكتوبر «2023».
حل عيد الأضحى هذا العام وأهل غزة يواجهون الجوع والخوف والتشرد، فلا طقوس للعيد كما اعتادت غزة أن تحياها، لا تكبيرات في المساجد التي هدمت، ولا أضاحي، ولا ملابس جديدة تفرح الأطفال، ولا موائد عامرة يلتف حولها الأهل، وكل ما في المشهد اليوم هو خيام فوق شوارع وأبنية مدمرة، وأجساد منهكة من طول النزوح، ومن الجوع والجروح.
يعيش سكان القطاع في ظل مجاعة قاسية نظرا لإغلاق المعابر، وانقطاع المساعدات، وقد جاء العيد وهم غير قادرين على إطعام أطفالهم، ولا حتى إسكانهم في مأوى لائق لا يشكل خطرا على حياتهم، وهكذا تصبح المأساة أصعب فيما أصوات القصف الإسرائيلي تتوالى، ومعها يسقط المزيد من الشهداء والجرحى.
لقد فشل مجلس الأمن في التوافق على قرار يوقف هذه الحرب المجنونة، كما فشل في تنفيذ جميع قراراته المتعلقة بهذا الصراع، وكل ما يفعله المجتمع الدولي اليوم هو ممارسة عجزه الفاضح حيال هذه المأساة المروعة.