+ A
A -
(البوكيمون) (كول اوف ديوتي) (باتل فيلد) (كلاش أوف كلانز) (قراند ثيفت اوتو) (انتقام السلاطين) وغيرها كثير من ألعاب الإثارة والجنون والعنف! الدافعة للسلوكيات العدوانية وغسيل المخ والتي تتسلل إلى بيوتنا ومجتمعاتنا وصالاتنا وصالوناتنا وغرف نومنا وغرف نوم أولادنا وحتى بعض المكاتب الرسمية الخدمية خاصة إذا أغلق الموظف عليه باب المكتب بالمفتاح!! شلالات من الدماء والقتل والقضاء على الآخر وإزهاقه للحياة والجري خلف (البوكيمون) في كل مكان وفريج وحي وشارع وداعوس وزنقة!! ألعاب وأسماء ونعوت وأوصاف وإجرام وحماقات تصب كلها في خانة العنف والجنون الفالت من كل عقال والمتجاوز كل الحدود!! والخارج عن حدود الممكن والطبيعي باسم الألعاب الإلكترونية أخطار وأفكار تتسلل إلى نفوس الناشئة وتعشش في أذهانهم وتسيطر على عقولهم بنين وبنات صغار وكبار! فرّغوا كبتهم وشحنات الغضب التي تملأ نفوسهم والطاقات المهدرة في أوقات ضائعة في ساعات من العمر يمضونها يومياً وعيونهم شاخصة إلى شاشاتهم وجوالاتهم باحثين عن (بوكيمون) العمر في ليلة عمر! أو العنف والاستغراق في مشاهد العنف والقتل وتصفية الآخر وذبحه في مستنقع الدماء الذي له أول وليس له آخر!
واقعنا مرارة وألعابنا أكثر مرارة! حروب وهمية! وألعاب جنونية! يشاهدها ويقبل عليها أولادنا وشبابنا في استسلام لذيذ ونشوة غامرة! إنهم يتداولون مثل هذه الألعاب الجهنمية كما يقبلون على الأطعمة غير الصحية! مثل هذه الألعاب حلت في بيوتاتنا كما تحل الضيفة المعززة المكرمة وأصبحت مشاهدة الكوارث والقتل والدماء والجحيم يستهوي أولادنا ومراهقينا! صاروا مشدودين لهذه الألعاب! سرقتهم خدرتهم و(صرقعتهم)! لم تسرق نظراتهم الشاردة الغبية وهم يتابعون المشاهد ومراحل اللعبة مشدوهين مندمجين! بل سرقت الكثير من المفاهيم والمبادئ والقيم التي كانت سائدة حتى الأمس القريب! عظم الله أجر لجان تعزيز القيم التربوية لما وصل إليه حال أولادنا وشبابنا من فراغ ومفسدة! وعظم الله أجر الكتاب والقراءة والمطالعة في عصر البوكيمون وألعاب الجحيم وتقليعات بعض الحريم! المكتبات صارت عندهم موضة قديمة! تبحث عن روادها وزوارها بالتفك والفتيلة!
البوكيمون سرق الأطفال والأولاد والشباب بنين وبنات! والألعاب الجهنمية سرقتهم خدرتهم جننتهم صرقعتهم سرقت صفاء أذهانهم ونور وجوههم وسلبتهم قيمهم ونومهم! لنرى جيلاً يمجد الفردية والمصلحية ويبارك الفتن ويستسلم للجنون و(البوكيمون) ويجاري الإرهاب والعنف بداية بقلة الأدب مع الأم والأب والأخوة والأخوات ومروراً بممارسته سراً وربما علانية وأخبار القتل بالساطور والتي حدثت في إحدى الدول المجاورة والذبح والنحر اللهم يا كافي ليست ببعيد!!! السلوكيات العدوانية والشهوات الحيوانية اخطبوط يتمدد ويتسيد العقول والحقول في غياب العلاج والحلول!! ونحن غالبيتنا للأسف نردد: العين بصيرة واليد قصيرة!
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
24/07/2016
1094