نجحت الوساطة القطرية في وضع نهايات سعيدة لكثير من الأزمات والمشاكل، خلال السنوات الماضية، في المنطقة وخارجها، ولم تقتصر تلك الوساطات على الشأن العربي، بل امتدت كذلك إلى نزاعات وقضايا في القارة الآسيوية، وإلى القارة الإفريقية أيضا، وحفل سجل الوساطات القطرية بنجاحات متعددة في هذا الصدد، سواء على مستوى الصراعات بين دول متنازعة، أو جماعات ومجموعات سياسية أو جماعات مسلحة أو قوى معارضة.
لقد تمكنت قطر من تحقيق نجاحات لافتة، ويعود سبب هذه النجاحات إلى الإمكانيات الدبلوماسية والعلاقات القطرية القوية مع الأطراف المختلفة، حيث يدخل مبدأ الوساطة في صلب سياستها الخارجية، لإيمانها التام بأن حل النزاعات عبر الحوار والوسائل السلمية، واحترام مبادئ القانون الدولي، هو الوسيلة الأمثل لتحقيق الاستقرار وتوطيد الأمن والسلم الدوليين، وفي إطار جهودها المستمرة والتزامها الثابت بتيسير محادثات السلام، ومن خلال التزامها الراسخ بمبدأ حل النزاعات وتسويتها بالطرق السلمية، استضافت الدوحة في «18» مارس اجتماعا ثلاثيا جمع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ورئيسي رواندا بول كاغامي، والكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، في إطار المساعي الرامية إلى تهدئة الأوضاع المتوترة في شرق الكونغو الديمقراطية، وبالأمس استقبل معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، سعادة السيد أوليفييه ندوهونجيريهي وزير الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية رواندا، حيث جرى مناقشة الجهود الهادفة لحل الأزمة بين جمهوريتي رواندا والكونغو الديمقراطية، تأكيدا على مضي قطر في جهودها لتهدئة الأوضاع بما يسهم في إشاعة أجواء الأمن والسلام والاستقرار.