+ A
A -
يقول دخل رجل إلى المسجد فمات! ودخل رجل إلى الملهى فمات!
فحكم الناس على الرجل الأول بالنقاء والصفاء والتقى! والثاني بالعهر والفسق والفجور! علماً أنه تبين بعد ذلك أن رجل المسجد دخله ليسرق أحذية المصلين وينشل السذج منهم! ورجل الملهى دخله ليدعو أهله ورواده وزبائنه إلى الإقبال إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة!!
ويقول كانت هناك طفلة لديها تفاحتان وكانت تمسك كل تفاحة بيد جاءت أمها وطلبت منها أن تعطيها إحدى التفاحتين فنظرت الطفلة لأمها بضعة ثوان ثم قضمت إحدى التفاحتين وبسرعة قضمت التفاحة الثانية! فنظرت الأم لابنتها بخيبة أمل ولسان حالها يقول للأسف لم تثمر تربيتي فيك ويمكن تزيد فتقول يا بنت الكلب!! حيث لم تتوقع الأم هذه الحركة من ابنتها التي تحبها وترعاها! وعندما بدأت الأم تتحرك بعيداً عن ابنتها فإذا بالبنت تناديها وتعطيها إحدى التفاحتين وتقول: (ماما هذه التفاحة هي الأحلى).. ومهما كان حجم خبرتك وعلمك ومهما كانت وجهة نظرك ومهما كان موقعك احرص على عدم الاستعجال والتسرع بالحكم على الأمور واعط الآخرين فرصة لتوضيح مقاصدهم، الزم نفسك بالفهم قبل الحكم.
إن التسرع ظاهرة مرضية ولا شك لها أسبابها وأعراضها المختلفة، إنها آفة في السلوك كم من الحماقات ترتكب بسببها! وكم من حالات طلاق وقعت بسبب عدم تحكيم العقل! وكم من أسر تفككت وعلاقات تدمرت بسبب التسرع والاندفاع بدل التأني والتروي والاستماع، إن التسرع بإطلاق الأحكام على الناس ظلم وجور وطيش وسفه وجهالة تنم عن شخصية خربوطية!!
وصاحبها محروم من الخير وربما يجلب لنفسه الضرر والندم، شخصية مريضة تهدف إلى تسويق وتثبيت معاني الكره والبغضاء والتشكيك، والتشكيك كما هو معروف وسيلة الضعفاء الذين يختبئون في جحورهم! إن سعة الصدر والأناة وتحمل الآخر والتثبت في جل الأمور منجاة من الاحراج والمواقف البايخة فالزم نفسك بالحلم والرفق فإنهما فضيلة يحبهما الله ورسوله والمؤمنون.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
23/07/2016
853