غزة- الأناضول- لم تكن الطبيبة آلاء النجار تعلم أن وداعها لأطفالها العشرة صباح الجمعة قبل أن تتوجه إلى عملها في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، سيكون الأخير.
فبينما كانت تداوي أطفالا مصابين نجوا من موت محقق بصواريخ إسرائيلية، كانت جثامين أطفالها تنقل تباعا إلى ثلاجة الموتى، بأجساد محترقة وممزقة وبعضها دون رؤوس وبلا معالم.
هذه الطبيبة التي أنقذت على مدى أشهر الإبادة الجماعية العديد من الأطفال، وقفت عاجزة عن إنقاذ أطفالها أو لملمة أشلائهم بعدما احترقت أجسادهم وتمزقت بفعل صاروخ إسرائيلي استهدفهم أثناء وجودهم داخل المنزل في منطقة قيزان النجار شرق خان يونس.
هذا الصاروخ الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي الذي يعتمد على تكنولوجيا عسكرية دقيقة يعرف من خلالها كل من يوجد في المنزل، سقط على رؤوس أطفال النجار العشرة وزوجها الطبيب حمدي النجار.
ونقل مجمع ناصر الطبي عن وكيل وزارة الصحة يوسف أبو الريش قوله، في بيان نشره على فيسبوك، إن النجار المفجوعة بمقتل أطفالها التسعة، تقف أمام قسم العمليات تنتظر مصير الناجي الوحيد من بين أشقائه وزوجها أيضا.
تقول الطبيبة سهير النجار، ابنة شقيقة الطبيب حمدي، إن الجيش الإسرائيلي تعمد استهداف المنزل الجمعة، حيث قصفه بداية بصاروخ لم ينفجر، فيما ألحقه بعد دقائق بصاروخ آخر انفجر وسوى المنزل بالأرض، فيما لم يعط مجالا لمن بداخله للإخلاء.
وتابعت في حديثها للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي الذي يعرف عبر تكنولوجيته أن المنزل يؤوي 10 أطفال أكبرهم بعمر 12 عاما، وأصغرهم بعمر 6 شهور، وطبيبا يقدم خدمات إنسانية للفلسطينيين، تعمد قصفه واستهدافه.
وأوضحت بصوت مكلوم، أن طفلا واحدا من بين الأطفال العشرة نجا من هذا القصف الوحشي إذ يمكث حاليا برفقة والده في غرفة العناية المركزة، بحالة خطيرة.
وأكدت أن الأطفال وصلوا إلى المستشفى بحالة صعبة جدا بجثامين متفحمة وبعضها مقطعة أشلاء وبعضها الآخر دون رؤوس.
وأشارت الطبيبة سهير إلى أنهم لم يتمكنوا من وداع الأطفال وتقبيل جباههم للمرة الأخيرة بسبب «وضع الجثامين الصعب».
ولفتت إلى أن طواقم الإسعاف المدني تمكنت من انتشال 7 من جثامين الأطفال القتلى بينما فقد اثنان تحت أنقاض المنزل المدمر.
بدورها، وصفت حركة حماس في بيان أمس، هذه المجزرة التي استهدفت أطفال النجار التسعة بـ«الوحشية».
وقالت: «في جريمة وحشية جديدة، ارتكب جيش الاحتلال الفاشي مجزرة مروّعة باستهدافه عبر غارة جوية منزل الدكتورة آلاء النجار، الطبيبة في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، لترتقي جثامين أطفالها التسعة شهداء، بينما كانت تؤدي واجبها الإنساني على رأس عملها في المستشفى». من جهة أخرى ارتفع عدد الشهداء إلى 22 فلسطينيا جراء استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر أمس، في ظل إمعان الجيش بحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها للشهر العشرين.
وفي أحدث التطورات، أفاد مصدر طبي للأناضول باستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة أكثر من 60 آخرين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لمدنيين غرب مدينة رفح جنوب القطاع.
وقال المصدر إن 3 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا آخرا لمدنيين شرق مدينة غزة.
وسبقه بفترة وجيزة، مقتل 5 فلسطينيين وإصابة 20 آخرين في قصف استهدف منزلا لعائلة «الشريف» شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وأوضح المصدر ذاته أن فلسطينيين بينهما سيدة استشهدا أحدهم في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة المجدلاوي وسط مخيم النصيرات وسط القطاع، والثانية متأثرة بجراح أصيبت بها في قصف سابق غرب خان يونس.
وفجر أمس، أفاد مصدر طبي للأناضول باستشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفلان وسيدة وإصابة العشرات في قصف جوي إسرائيلي على شقة سكنية بحي الأمل غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وقال مراسل الأناضول نقلا عن شهود عيان، إن عددا من الفلسطينيين أُصيبوا بقصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس.
فيما قال بيان مقتضب صدر عن إدارة مستشفى العودة الأهلي وسط القطاع، إن فلسطينيا استشهد وأصيب 5 آخرون بينهم طفلة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في محيط مسجد القسام بالنصيرات.
وقالت المستشفى في بيان ثانٍ إن فلسطينيين بينهما طفل أصيبا في قصف إسرائيلي طال منزلا شرق بلدة الزوايدة وسط القطاع.
وفي محافظة الشمال، قال شهود عيان للأناضول إن آليات الجيش ومسيراته أطلقوا نيرانهم بشكل مكثف شرق بلدتي جباليا وبيت لاهيا.