في ظل تسارع وتيرة الحياة وانتشار الإعلانات والعروض التسويقية التي تستهدف الشباب بشكل مباشر، أصبح من الضروري أن يتحلى الأبناء بثقافة مالية متوازنة تبدأ من فهم أساسيات الادخار وضبط النفقات. فالشاب الواعي ماليا هو الأقدر على بناء مستقبله بثبات واتزان، بعيدا عن الوقوع في فخ الإسراف أو الاستدانة لأمور غير ضرورية.
الادخار لا يعني الحرمان من متع الحياة، بل هو وسيلة ذكية لإدارة الموارد المتاحة وتوجيهها نحو ما يفيد على المدى الطويل. فعندما يتعلم الشاب كيف يوازن بين رغباته واحتياجاته، يصبح قادرا على اتخاذ قرارات مالية ناضجة. ومن أبرز الأخطاء الشائعة بين الشباب، إنفاق مبالغ كبيرة على كماليات يومية، كشراء كوب قهوة بقيمة 50 ريالا وقد تصل أحيانا إلى 80 ريالا، رغم وجود بدائل أرخص بنفس الجودة. هذا النوع من الإنفاق الترفي يمكن أن يشكل عبئا ماليا على المدى البعيد، بينما يمكن استغلال هذا المال في أشياء أكثر نفعا.
ينصح الشباب بوضع ميزانية شخصية شهرية، تتضمن تحديد مبالغ معينة للإنفاق والادخار، مع تجنب الشراء العشوائي أو المتأثر بالمظاهر الاجتماعية. كما أن الاستثمار في تطوير الذات، كحضور الدورات التدريبية أو تعلم المهارات الرقمية، يعتبر نوعا من الادخار الذكي الذي يعود بفائدة مستقبلية كبيرة.
من المهم أيضا غرس هذه الثقافة في الأبناء منذ الصغر، ليكبروا وهم يمتلكون وعيا ماليا يجعلهم أكثر استعدادا لمواجهة تحديات الحياة. فكل ريال يتم توفيره اليوم، قد يكون سببا في فتح باب جديد من الفرص غدا.
الادخار ليس تقييدا للحياة، بل هو أسلوب عيش ينم عن وعي وحرص على المستقبل، وكل شاب يدرك هذه الحقيقة سيكون أكثر نجاحا واستقرارا في حياته العملية والشخصية.